الأنبياء والملوك

25/70

الفصل الحادي والعشرون —خدمات أليشع الختامية

كان أليشع قد دُعي للوظيفة النبوية عندما كان آخاب متربّعاً على عرش المُلك، وقد عاش ليرى كثيراً من التطورات تحدث في مملكة إسرائيل. لقد حلّ بالاسرائيليين عقاب في إثر عقاب إبّان حكم حزائيل ملك آرام الذي مُسح ليكون سوط عذاب للأمة المرتدّة. وكان من نتائج إجراءات الإصلاح الصارمة التي قام بها ياهو هو القضاء بالموت على كل بيت آخاب. وقد خسر يهوآحاز خليفة ياهو بعض المدن الواقعة شرق الأردن في حروبه الطويلة الأمد مع الآراميين. وكان يبدو في وقت ما كما لو أن الآراميين سيتولّون زمام المملكة كلها. ولكن الإصلاح الذي بدأ به إيليا وأتمّه أليشع قاد كثيرين إلى طلب الله. فبدأ الناس يهجرون مذابح البعل، وغرض الله أخذ يتمّ وإن يكن ببطء في حياة أولئك الذين اختاروا أن يعبدوه بكل قلوبهم. AM 206.1

بسبب محبة الله لشعبه الخاطئ سمح للآراميين التنكيل بهم .. وبسبب رأفته على الذين ضعفت فيهم القوى الأدبية أقام ياهو ليقضي على إيزابل الشريرة وبيت آخاب. ومرة أخرى وبعناية الله الرحيمة نُحّيَ كهنة البعل والعشتروت جانباً. فتهدّمت مذابحهم الوثنية. وقد رأى الله بسابق حكمته أنه لو أُزيلت التجربة سيهجر البعض الوثنية ويتّجهون نحو السماء. وهذا هو السبب الذي لأجله سمح الله للبلايا أن تحلّ بهم الواحدة تلو الأخرى. كانت أحكامه ممتزجة بالرحمة، وعندما تم غرضه، حُوّل التيار لصالح الذين تعلّموا أن يطلبوه. AM 206.2

عندما كانت قوّات الخير والشر تتصارع معاً في سبيل الظفر بالسيادة، وعندما كان الشيطان يبذل قصاراه لإكمال الخراب الذي بدأه أثناء حكم آخاب وإيزابل، ظلّ أليشع يواصل حمل رسالته. لقد واجهته تحدّيات، إلا أن أحداً من الناس لم يستطع أن يناقض أقواله. ففي كل أنحاء المملكة كان محترماً وموقراً. وقد جاء كثيرون طلباً لمشورته. AM 207.1

وعندما كانت إيزابل لا تزال على قد الحياة كان يورام ملك إسرائيل يطلب مشورته، وفي ذات يوم إذ كان في دمشق زاره رسل من قبل بنهدد ملك آرام الذي كان يرغب في معرفة ما إذ كان سيموت بالمرض الذي كان قد ألم به. وقد قدّم النبي للجميع شهادة أمينة في زمن كان فيه الحق يُحرّف في كل مكان وكانت غالبية الناس في حالة عصيان سافر ضد السماء. AM 207.2

لم يترك الله رسوله المختار قط. ففي ذات مرة عندما غزا الآراميون أرض إسرائيل، حاول ملك آرام أن يهلك أليشع بسبب نشاطه في إطلاع ملك إسرائيل على خطط العدو. فقد تآمر ملك آرام عبيده قائلاً: ”في المكان الفلاني تكون محلّتي“. ولكن الرب كشف لأليشع أمر هذه المؤامرة “ فأرسل .. إلى ملك إسرائيل يقول إحذر أن تعبر بهذا الموضع لأن الآراميين حالون هناك. فأرسل ملك إسرائيل إلى الموضع الذي قال له عنه رجل الله وحذّره منه وتحفّظ هناك لا مرة ولا مرتين. AM 207.3

”فاضطرب قلب ملك آرام من هذا الأمر ودعا عبيده وقال لهم أما تخبرونني من منّا هو لملك إسرائيل؟ فقال واحد من عبيده ليس هكذا يا سيدي الملك. ولكن أليشع النبي الذي في إسرائيل يخبر ملك إسرائيل بالأمور التي تتكلم بها في مخدع مضطجعك“ (2 ملوك 6 : 8 — 12). AM 207.4

فإذ عقد ملك آرام العزم على التخلّص من النبي، أمر قائلاً: ”اذهبوا وانظروا أين هو فأرسل وآخذه“. وكان النبي في دوثان، فلمّا علم الملك بذلك أرسل إلى هنا ”خيلاً ومركبات وجيشاً ثقيلاً وجاءوا ليلاً وأحاطوا بالمدينة. فبكّر خادم رجل الله وقام وخرج وإذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات“ (2 ملوك 6 : 13 — 15). AM 208.1

ففي رعب وفزع جاء خادم أليشع بهذا الخبر قائلاً: ”آه يا سيدي كيف نعمل“ فجاءه جواب النبي يقول: ”لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم“. ولكي يتأكد الغلام من هذا بنفسه ”صلّى أليشع وقال يا رب افتح عينيه فيبصر. ففتح الرب عيني الغلام فأبصر وإذا الجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول أليشع“ (2 ملوك 6 : 15 — 17). فبين خادم الله و بين الجيوش المسلحين من الأعداء كان يعسكر جيش من ملائكة السماء. لقد نزلوا بقوّة عظيمة لا ليهلكوا الناس ولا ليرغموهم على الولاء بل ليعسكروا حول عبيد الرب الضعفاء ويخدموهم. AM 208.2

عندما يأتي شعب الله إلى أماكن عسرة ويبدو كأن لا حياة لهم، ينبغي أن يكون الرب وحده معتمدهم. AM 208.3

فإذ تقدّم جنود آرام بشجاعة وهم يجعلون كل شيء عن جيوش السماء غير المنظورة: ”صلّى أليشع إلى الرب وقال اضرب هؤلاء الأمم بالعمى فضربهم بالعمى كقول أليشع. فقال لهم أليشع ليست هذه هي الطريق ولا هذه هي المدينة. اتبعوني فأسير بكم إلى رجل الذي تفتشون عليه. فسار بهم إلى السامرة. AM 208.4

”فلما دخلوا السامرة قال أليشع يا رب افتح أعين هؤلاء فيبصروا ففتح الرب أعينهم فأبصورا وإذ هم وسط السامرة. فقال ملك إسرائيل لأليشع لما رآهم هل أضرب هل أضرب يا أبي. فقال لا تضرب. تضرب الذين سبيتهم بسيفك وقوسك؟ ضع خبزاً وماء أمامهم فيأكلوا ثم ينطلقون إلى سيدهم. فأولم لهم وليمة عظيمة فأكلوا وشربوا ثم اطلقهم إلى سيدهم“ (2 ملوك 6 : 18 -23). AM 209.1

وقد ظلّ شعب إسرائيل لبعض الوقت بمأمن من هجمات الآراميين. ولكن بعد ذلك، وتحت إدارة حزائيل الحاسمة (حفيد حزائيل الذي مسح ليكون سوط عذاب لإسرائيل)، أحاطت جيوش آرام بالسامرة وحاصرتها. ولم يسبق لإسرائيل أن أصابهم ضيق أو وقعوا في مثل ذلك المأزق مثلما حدث عندما فرض عليهم ذلك الحصار. لقد افتقدت ذنوب الآباء في الأبناء وأبناء الأبناء. إن أهوال الجوع الطويل الأمد ساقت ملك إسرائيل لاتخاذ إجراءات يائسة، في الوقت الذي تنبأ فيه أليشع بالخلاص والنجاة في اليوم التالي. AM 209.2

وحوالي فجر اليوم التالي أسمع الرب ”جيش الآراميين صوت مركبات وصوت خيل، صوت جيش عظيم“. فإذا استبدّ بهم الخوف قاموا وهربوا والظلام بعد باق إذ لم يكن قد انقشع تماماً أمام تباشير الفجر. وتركوا خيامهم وخيلهم وحميرهم، المحلة كما هي وفيها مخازن ملآنة طعاماً. ”هربوا لأجل نجاة أنفسهم“ (2 ملوك 7 : 6، 7). ولم يتوقفوا إلا بعدما عبروا الأردن. AM 209.3

وفي ليلة الهروب كان يوجد عند باب المدينة أربعة رجال برص، إذ ساقهم الجوع إلى التهوّر، فكّروا في زيارة معسكر الآراميين وإلقاء أنفسهم على مراحم أولئك الغزاة على أمل أن يستدرّوا عطفهم ويحصلوا على طعام منهم. فكم كانت دهشتهم لدى دخولهم المحلّة إذ وجدوا أنه ”لم يكن هناك أحد“. فإذ لم يكن من يزعجهم أو يمنعهم: ”دخلوا خيمة واحدة فأكلوا وشربوا وحملوا منها فضّة وذهباً وثياباً ومضوا وطمروها. ثم رجعوا ودخلوا خيمة أخرى وحملوا منها ومضوا وطمروها. ثم قال بعضهم لبعض لسنا عاملين حسناً. هذا اليوم بشارة ونحن ساكتون“ (2 ملوك 7 : 5، 8، 9). فرجعوا بسرعة إلى المدينة لإذاعة البشرى. كانت الغنيمة عظيمة، والمؤونة كثيرة ووفيرة جداً حتى ”كانت كيلة الدقيق في ذلك اليوم بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل“ كما أنبأ أليشع في اليوم السابق. ومرة أخرى تمجد اسم الله في عيون الوثنيين ”حسب كلام الرب“ على لسان نبيّه الذي في إسرائيل (انظر 2 ملوك 7 : 5 — 16). AM 209.4

وهكذا ظلّ رجل الله يعمل سنة بعد أخرى وهو يقترب من الشعب في خدمة أمينة، وفي أوقات الأزمة كان يقف إلى جانب الملوك كمشير حكيم. لقد أحدثت السنون الطويلة سنّي الارتداد إلى الوثنية من جانب الملوك والشعب آثارها الوبيلة. كان ظلام الارتداد الكثيف مازال ظاهراً في كل مكان، ومع ذلك كان يوجد من ظلوا مصرّين على رفض السجود للبعل. وإذ ظلّ أليشع يواصل عمل الإصلاح رجع كثيرون عن الوثنية وتعلّموا أن يفرحوا بعبادة الإله الحقيقي. وقد ابتهج قلب النبي إذ رأى معجزات النعمة الإلهية هذه، وقد أُلهم بشوق عظيم أن يصل إلى من كانوا أمناء القلوب، وأينما وُجد حاول أن يكون كارزاً بالبرّ. AM 210.1

فمن وجهة النظر البشرية كانت الدلائل على تجديد الأمة روحياً أمراً ميؤوساً منه كما هي الدلائل اليوم أمام خدّام الله الذين يخدمون في الأماكن المظلمة في الأرض ولكن كنيسة المسيح هي وسيلة الله لإعلان الحق، وهي مزوّدة بقوّته لتعمل عملاً خاصاً، فإن كانت مخلصة لله ومطيعة لوصاياه فستحلّ فيها قدرة الله الفائقة. إن كانت أمينة لولائها فلا تستطيع قوة ما أن تقف ضدها، ولن تستطيع قوى العدو أن تجتاحها فيما بعد بأكثر مما تقاوم العاصفة الإعصار الشديد. AM 210.2

إن أمام الكنيسة فجر يوم مشرق مجيد إذ كانت تتسربل بثوب برّ المسيح وتنفض يديها من كل ولاء للعالم. AM 211.1

يدعو الله عبيده الأمناء الذين يؤمنون به ليشجعوا غير المؤمنين واليائسين. ارجعوا إلى الرب يا أسرى الرجاء. اطلبوا القوة من الله الإله الحي. أظهروا إيماناً متواضعاً ثابتاً لا يتزعزع بقدرته ورغبته للخلاص. فعندما نتمسك بقوّته بالإيمان فهو سيغيّر المستقبل المثبط للعزائم إلى أقصى حد بكيفية عجيبة. وهو سيفعل هذا لأجل مجد اسمه. AM 211.2

وطالما كان أليشع قادراً على التنقل من مكان إلى آخر في أنحاء مملكة إسرائيل ظلّ يهتم إهتماماً نشطاً وعاملاً في تأسيس مدارس الأنبياء. وكان الله معه أينما كان، معطياً إياه كلاماً ينطق به وقوة بها يصنع المعجزات. فذات مرة: ”قال بنو الأنبياء لأليشع هوذا موضع الذي نحن مقيمون فيه أمامك ضيّق علينا. فلنذهب إلى الأردن ولنأخذ من هناك كل واحد خشبة ونعمل لأنفسنا هناك موضعاً لنقيم فيه“ (2 ملوك 6 : 1، 2). وذهب أليشع معهم إلى الأردن مشجعاً إياهم بحضوره، ومقدّماً لهم إرشادات وتعاليم، وقد صنع معجزة ليعينهم في عملهم. فإذ ”كان واحد يقطع خشبة وقع الحديد في الماء. فصرخ وقال آه يا سيدي لأنه عارية. فقال رجل الله أين سقط فأراه الموضع فقطع عوداً وألقاه هناك فطفا الحديد. فقال ارفعه لنفسك فمدّ يده وأخذه“ (2 ملوك 6 : 5 — 7). AM 211.3

كانت خدمته فعالة وتأثيره واسع النطاق بحيث أنه عندما كان مضطجعاً على سرير الموت فحتى الملك الشاب يوآش الذي كان عابداً للأوثان ولم يكرم الله كثيراً. رأى في النبي أباً في إسرائيل واعترف بأن وجوده بينهم كان في وقت الشدة والضيق أغلى وأعظم قوة مع كونهم يمتلكون جيشاً من خيل ومركبات. فالكتاب يقول: ”ومرض أليشع مرضه الذي مات به. فنزل إليه يوآش ملك إسرائيل وبكى على وجهه وقال يا أبي يا أبي يا مركبة إسرائيل وفرسانها“ (2 ملوك 13 : 14). AM 211.4

توجد نفوس كثيرة متعبة ومتضايقة بحاجة إلى العون، وجدت في النبي أباً حكيماً عطوفاً. وفي هذه المرة نجد أنه لم يحوّل وجهه عن ذلك الشاب غير التقي الماثل أمامه الذي لم يكن مستحقاً لتبؤ ذلك المركز الخطير الذي ينطوي على مسؤوليات جسام، والذي كان مع ذلك في أشدّ حاجة إلى النصح. فالله في عنايته أعطى الملك فرصة فيها يفتدي هزائمه الماضية ويجعل مملكته في مركز ممتاز. إن أعداءه الآراميين الذين كانوا الآن يحتلون الإقليم الواقع شرقي الأردن كان يجب طردهم. وكان يجب أن تظهر قوة الله مرة أخرى لخير شعبه المخطئ. AM 212.1

وأمر ذلك النبي المحتضر الملك قائلاً: ”خذ قوساً وسهاماً“ وأطاعه يوآش. ومن ثم قال له النبي: ”ركّب يدك على القوس فركّب (يوآش) يده. ثم وضع أليشع يده على يدي الملك وقال افتح الكوّة لجهة الشرق“ — أي في اتجاه المدن التي في عبر الأردن التي يحتلّها الآراميون. فبعدما فتح الملك الكوة أمره أليشع أن يرمي فعندما انطلق السهم أوحي إلى النبي أن يقول ”سهم خلاص للرب وسهم خلاص من آرام، فإنك تضرب آرام في أفيق إلى الفناء“. AM 212.2

والآن فها هو النبي يمتحن إيمان الملك. فإذ أمر يوآش أن يأخذ السهام قال: ”اضرب على الأرض“. وقد ضرب الملك على الأرض ثلاث مرات ثم كفّ يده ووقف. فصاح أليشع يقول له غاضباً: ”لو ضربت خمس أو ست مرات حينئذ ضربت آرام إلى الفناء. وأما الآن فإنك إنما تضرب آرام ثلاث مرات“ (2 ملوك 13 : 15 — 19). AM 212.3

هذا الدرس هو لكل من يشغلون مراكز ذات مسؤولية. فعندما يفتح الله الطريق لإنجاز عمل ما ويقدّم ضماناً للنجاح، فعلى من يستخدمه الله أن يفعل كل ما في مقدوره، بعدما يختاره، ليحقق النتيجة الموعود بها. فبنسبة الحماس والمثابرة التي يتقدّم بهما خادم الرب بالعمل إلى الأمام ستكون نسبة النجاح الذي يُعطى له. إن الله يستطيع أن يصنع المعجزات لأجل شعبه عندما يقومون بنصيبهم بنشاط لا يكلّ. وهو يطلب رجالاً مكرّسين لعمله، رجالاً ذوي شجاعة أدبية ومحبة ملتهبة للنفوس وغيرة لا تخمد. أمثال هؤلاء العاملين لن يجدوا عملاً شاقاً لا يمكن إنجازه ولا أملاً ميؤوساً منه. وهم سيعملون ويكدون بلا خوف حتى تستحيل الهزيمة الظاهرة إلى انتصار مجيد. فحتى أبواب السجن أو الآلة التي يُربطون إليها التي تنتظرهم ليُحرقوا ويصيروا شهداء لا يمكن أن تجعلهم ينحرفون عن العمل مع الله لأجل بناء ملكوته. AM 213.1

بعدما قدم أليشع ليوآش النصح والتشجيع انتهى عمله. فذاك الذي حل عليه الروح الذي كان مستقراً على إيليا وحلّ عليه بملء كامل برهن على أمانته إلى النهاية. وهو لم يضطرب أو يتردد قط. كلا ولا فقد ثقته واتّكاله بقدرة الله القادر على كل شيء. فكان كلّما بدا الطريق أمامه مقلقاً فإنه كان دائماً يتقدّم بالإيمان، وقد أكرم الله ثقته وفتح الطريق أمامه. AM 213.2

لم يعط لأليشع أن يتبع سيده في مركبة نارية. ولكن الله سمح بأن يلازمه مرض طويل. وفي خلال الساعات الطويلة من الضعف والألم البشري ظلّ إيمانه متمسكاً بمواعيد الله وكان دائماً يرى أمامه وحوله رسل العزاء والسلام السماويين. فكما رأى من فوق مرتفعات دوثان جيوش السماء محيطة به ومركبات إسرائيل وفرسانها النارية، كان الآن يحس بحضور الملائكة المشفقين المواسين فحصل على السند والمعونة. لقد مارس الإيمان القوي في حياته، وعندما تقدّم في معرفة أعمال عناية الله ورأفته الرحيمة نضج إيمانه فصار وطيد الثقة في إلهه، ولما دعاه داعي الموت كان مستعداً لأن يستريح من أتعابه. ”عزيز في عيني الرب موت أتقيائه“ (مزمور 116 : 15). ”الصديق فواثق عند موته“ (أمثال 14 : 32). وقد أمكن لأليشع أن يقول مع المرنم بكل ثقة: ”إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه يأخذني“ (مزمور 49 : 15). وقد أمكنه أن يشهد بفرح قائلاً: ”أما أنا فقد علمت أن وليي حي والآخر على الأرض يقوم“ (أيوب 19 : 25). ”أما أنا فبالبر أنظر وجهك. أشبع إذا استيقظت بشبهك“ (مزمور 17 : 15). AM 213.3