الأنبياء والملوك

6/70

الفصل الثالث— كبرياء النجاح

عندما كان سليمان يعظّم شريعة السماء ويكرمها كان الله معه وأُعطيت له حكمة ليحكم على شعبه بالإنصاف والرحمة. وظل في بادئ الأمر عندما توافد عليه الغنى والكرامة الأرضية متواضعاً وامتدّ تأثيره إلى أبعد الأماكن ”وكان سليمان متسلّطاً على جميع الممالك من النهر إلى (الفرات) إلى أرض فلسطين وإلى تخوم مصر .. وكان له صلح من جميع جوانبه حواليه. وسكن يهوذا وإسرائيل آمنين كل واحد تحت كرمته وتحت تينته .. كل أيام سليمان“ (1 ملوك 21:4، 24، 25). AM 41.1

ولكن بعد صباح صحو إذ كان يُرجى منه خير عظيم اكتنفت حياته ظلمة الارتداد. والتاريخ يسجل الحقيقة المحزنة وهي أن ذاك الذي قد دُعي يديديا أي ”حبيب الرب“ (2 صموئيل 25:12 — الحاشية) ذاك الذي أكرمه الله بعلامات الرضى الإلهي العظيمة جداً بحيث أن حكمته واستقامته أكسبتاه شهرة عالميّة واسعة النطاق، ذاك الذي قاد آخرين لأن ينسبوا المجد والكرامة لله وحده ارتدّ عن عبادة الرب ليسجد أمام آلهة الأمم الوثنيّة. AM 41.2

إذ سبق الرب فرأى المخاطر المزمعة أن تحدق بالذين قد تم اختيارهم حكاماً على شعبه أعطى موسى تعليماً لإرشادهم وذلك قبلما ارتقى سليمان العرش بمئات السنين. وقد صارت الأوامر بأن من يجلس على عرش شعب الله ينبغي أن ”يكتب لنفسه نسخة“ من الشريعة الإلهية ”في الكتاب من عند الكهنة اللاويين“، ”فتكون معه“ قال الرب ”ويقرأ فيها كل أيام حياته لكي يتعلّم أن يتقي الرب إلهه ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة وهذه الفرائض ليعمل بها“ لئلا يرتفع قلبه على إخوته ولئلا يحيد عن الوصيّة يميناً أو شمالاً لكي يطيل الأيام على مملكته هو وبنوه في وسط إسرائيل“ (تثنية 18:17 — 20). AM 41.3

وفيما يختص بهذه الوصيّة حذّر الرب بكيفيّة خاصة مَن قد يُسمح ملكاً: ”ألا يكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه وفضّة وذهباً لا يكثر له كثيراً“ (تثنية 17:17). AM 42.1

كان سليمان على علم بهذه الإنذارات كما ظلّ لبعض الوقت حريصاً على العمل بها. كانت أسمى غاياته أن يعيش ويحكم طبقاً للوصايا المعطاة في سيناء. وقد اختلفت طريقته في تدبير شؤون مملكته اختلافاً مدهشاً عن عادات الأمم الذين عاصروه الذين لم يتّقوا الله بل داس حكامُها شيعته المقدّسة تحت أقدامهم. AM 42.2

جازف سليمان في محاولته لتقوية علاقاته مع المملكة القوية الواقعة في الجنوب وذلك بالدخول إلى الأرض المحرمة. وقد عرف الشيطان نتائج الطاعة. في خلال السنوات الأولى التي كان فيها سليمان ملكاً، السنوات المجيدة بسبب حكمة الملك وإحسانه واستقامته، حاول الشيطان إدخال مؤثّرات شريرة من شأنها أن تقوّض ولاءه للمبدأ وتباعد بينه وبين إلهه. ونحن نعلم مدى نجاح العدو في هذا المسعى مما سجله الكتاب في هذا الصدد إذ يقول: ”وصاهر سليمان فرعون ملك مصر وأخذ بنت فرعون وأتى بها إلى مدينة داود“ (1 ملوك 1:3). AM 42.3

لقد بدأ هذا الزواج، رغم تناقضاته الظاهرة لشريعة الله وتعاليمها، أنه سيكون من وجهة النظر البشرية بركة لأن زوجة سليمان الوثنية اهتدت إلى الدين اليهودي واشتركت معه في السجود للإله الحقيقي. وفوق هذا فإن الفرعون قدّم للشعب الإسرائيلي خدمة جليلة إذ أخذ جازر وقتل ”الكنعانيين الساكنين فيها“ وأعطاها ”مهراً لابنته زوجة سليمان“ (1 ملوك 16:9). وقد عاد سليمان فجدد بناء هذه المدينة. وبدا كأنه قوّى مملكته الممتدة على شواطئ المتوسط إلا أن سليمان إذ عقد محالفة مع أمّة وثنية وختم ذلك التحالف بالزواج بأميرة وثنية فقد نقض الشرط الذي سنّه الله لحفظ نقاوة شعبه. ولم يكن الأمل في إمكانية اهتداء زوجته المصريّة إلى الإيمان إلا عذراً واهياً في الدفاع عن هذه الخطيئة. AM 42.4

سيطر الله في رحمته ورأفته على هذا الخطأ الرهيب لبعض الوقت. ولو كان الملك قد تصرف بحكمة لأمكنه على الأقل أن يصد إلى حد كبير، قوات الشر التي آثارها طيشه. ولكن سليمان كان قد بدأ يغيب عن نظره نبع قوّته ومجده. وإذ سيطرت على عقله الأهواء والميول، فقد زادت ثقته في نفسه وحاول تنفيذ مقاصد الله بطريقته الخاصّة. فكان يتذرع بالقول بأن الأحلاف السياسية والتجارية مع الأمم المحيطة به كفيلة بأن تهدي هذه الأمم لمعرفة الإله الحقيقي، فاشترك في أحلاف تنتهي بالزواج بأميرات وثنيات. فألقى بذلك أوامر الرب جانباً مستعيضاً عنها بعادات الأمم والشعوب المحيطة. AM 43.1

كان سليمان يخدع نفسه بالقول بأن حكمته وقوّة مثاله ستجعل نساءه يتركن الوثنيّة ويعبدن الإله الحقيقي وأن الأحلاف التي تكوّنت هكذا ستجذب الأمم المحيطة للاختلاط بشعب الرب. يا له من أمل باطل! إن غلطة سليمان في اعتبار نفسه من القوة بحيث يستطيع مقاومة تأثير العشراء الوثنيين كانت خطأ قاتلاً. كذلك الأمل الخادع الذي ساقه للاعتقاد أنه بالرغم من احتقاره لشريعة الله فقد ينجذب الآخرون لإطاعة وصاياه المقدّسة واحترامها. AM 43.2

جاءت أحلاف الملك وعلاقاته التجارية مع الشعوب الوثنية إليه بالشهرة والكرامة وغنى هذا العالم. فاستطاع استيراد الذهب من أوفير والفضة من ترشيش بكثرة عظيمة: ”وجعل الملك الفضّة والذهب في أورشليم مثل الحجارة وجعل الأرز كالجميز الذي في السهل في الكثرة“ (2 أخبار الأيام 15:1). فلقد سيطرت الثروة في أيام سليمان بكل ما يصحبها من تجارب ومغريات على عدد كبير من الناس أما الذهب الخُلُقي النقي فقد اكدرّ وفسد. AM 44.1

كان ارتداد سليمان تدريجياً بحيث بلغ في ضلاله حداً بعيداً عن الله قبلما فطن إلى ذلك. وبدأ يقلّل بكيفية لم يدركها أو يشعر بها من ثقته في الإرشاد الإلهي وما عاد يكترث كثيراً لبركة الله واتّكل على قوّته. وبدأ يتباعد عن الله ويمتنع عن الطاعة التي لا ميل فيها ولا انحراف، تلك الطاعة التي كانت ستجعل شعبه، شعباً خاصاً، وجعله يتشبّه بعادات الأمم المحيطة به إلى أقصى حد. وإذ استسلم للتجارب الملازمة لنجاحه ومركز الكرامة الذي كان يشغله نسي مصدر نجاحه الحقيقي. وقد ساقه طموحه للتفوق على كل الأمم الأخرى في السؤود والعظمة والجلال إلى الإستخفاف بهبات السماء التي كان يستخدمها سابقاً لمجد الله بحيث أخذت تخدم أغراضه الأنانية. وقد ابتلعت مشاريعه الجشعة المال الذي كان وديعة مقدّسة معطاة له لخير مستحقيه من الفقراء ولنشر مبادئ الحياة المقدّسة في كل العالم. AM 44.2

وإذا استولت على نفسه واستبدّت به رغبة قوية للتفوق على الأمم في المظاهر والأبّهة الخارجية فقد أغفل الملك حاجته للحصول على جمال الخُلُق وكماله. وفي محاولته لتمجيد نفسه أمام أنظار العالم باع كرامته واستقامته. وأضيفت إلى الثروة الضخمة التي جمعها بالمتاجرة مع بلدان عديدة ضرائب كثيرة وثقيلة. وهكذا نضجت الكبرياء والطموح والإسراف والانغماس في الشهوات والإفراط في المُتع وأتت ثمارها في اللجوء إلى الاستبداد و الإبتزاز. وتلك الروح المستقيمة الرصينة المنصفة التي اتّصف بها سليمان في عهد حكمه الأول تغيّرت و تبدّلت. فقد انحطّ بعدما كان أحكم الملوك وأعظمهم رحمة وصار طاغية مستبداً. والذي كان قبلاً حارساً لشعبه مشفقاُ خائف الله أمسى الآن ظالماً متعسّفاً. وقد فرضت على الشعب ضريبة أخرى بعد أخرى لكي تتوفّر الأموال لتلبية حاجة بلاطه المُترف. AM 44.3

وبدأ الناس يتذمرون. فالإحترام والإعجاب اللذان كان الناس يكنونهما لمليكهم تبدلا إلى نفور واشمئزاز. AM 45.1

كان الرب قد أنذر حكّام شعبه ألا يكثروا لأنفسهم الخيل لوقايتهم من الاستناد على ذراع البشر. ولكن في استخفاف ظاهر لهذا الأمر ”كان مخرج خيل سليمان من مصر ومن جميع الأراضي“، ”وجمع سليمان مراكب وفرساناً فكان له ألف وأربع مئة مركبة واثنا عشر ألف فارس. فأقامهم في مدن المراكب ومع الملك في أورشليم“ (2 أخبار الأيام 16:1، 28:9، 1 ملوك 26:1). AM 45.2

وصار الملك بالتدريج يعتبر البذخ والإفراط في المتعة ورضى العالم من دلائل العظمة. وجاء بنساء حسناوات وجذّابات من مصر وفينيقية وأدوم وموآب ومن أماكن أخرى كثيرة، وبلغ عددهن المئات. وكن يتعبّدون للأوثان، وقد تعلّمن ممارسة طقوس فاجرة ومنحطة. وإذ افتتن بجمالهن أهمل واجبه نحو الله ومملكته. AM 45.3

كان لزوجاته تأثير عظيم عليه وقد انتصرن عليه تدريجياً ليشاركهن عبادتهن. فقد أهمل سليمان الوصية التي أعطاها الله لتكون سياجاً يمنع الناس من الارتداد. والآن ها هو يسلّم نفسه لعبادة الآلهة الكاذبة: ”ولكن في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبُه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه. فذهب سليمان وراء عشتروت إلاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين“ (1 ملوك 4:11، 5). AM 45.4

وقد أقام سليمان عدة مبان مهيبة على تلال جبل الزيتون الجنوبية مقابل جبل المُريّا حيث بنى هيكل الرب الجميل لتكون محاريب للعبادة الوثنية. وأقام تماثيل هائلة الحجم مصنوعة من الخشب والحجر قبيحة الشكل — في وسط حدائق الآس والزيتون وذلك إرضاء لزوجاته. وهناك أمام مذابح الآلهة الوثنية — ”كموش رجس الموآبيين وملوك رجس بني عمون“ مورست أحط طقوس الوثنية (1 ملوك 7:11). AM 46.1

وقد أوقع مسلك سليمان عليه قصاصه الأكيد. كان انفصاله عن الله عن طريق اتّصاله بعابدي الأوثان علّة دماره. وإذ تخلى عن ولائه لله ما عاد له سلطان على نفسه. فلقد تجرد من قوّته الأدبية وتبدّلت أحاسيسه وأمست كليلة وأضحى ضميره ميّتاً. فذاك الذي أظهر في بدء ملكه حكمة وعطفاً عظيمين إذ عاد طفلاً عاجزاً إلى أمّه المنكودة الحظ (1 ملوك 16:3 — 28) انحطّ إلى حدّ أن سمح بإقامة تمثال كان يقدّم على مذبحه الأطفال الصغار ذبائح حيّة. ذاك الذي في شبابه أُعطيت له فطنة وفهم الذي أوحى إليه قوة رجولته بأن يكتب هذا القول: ”توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت“ (أمثال 12:14) انحرف في السنوات اللاحقة عن النقاوة بحيث شجّع الطقوس الخليعة العاصية المتصلة بعبادة كموش وعشتروت. وذاك الذي عند تدشين الهيكل قال لشعبه: ”ليكن قلبكم كاملاً لدى الرب إلهنا“ (1 ملوك 61:8) صار هو نفسه مذنباً إذ أنكر أقواله بقلبه وحياته المشينة. لقد أخطأ إذ فهم الإستباحة على أنّها حرية. وحاول أن يوحّد بين النور والظلمة بين الخير والشر بين الطهارة والنجاسة بين المسيح وبليعال — ولكن بأي ثمن؟ AM 46.2

فبعدما كان سليمان من أعظم الملوك الذين قبضوا على الصولجان صار إنساناً خليعاً وآلة في يد الآخرين وعبداً لهم. وأخلاقه التي اتّسمت في السابق بالنبل والشهامة اتّسمت الآن بالضعف والانحلال واقتلع إيمانه بالإله الحيّ من قلبه واستُعيض عنه بالشكوك الإلحادية. لقد أفسد عدم الإيمان سعادته وأضعف مبادئه وأهان حياته. واستحال العدل وكرم الأخلاق اللذان كانا ظاهرين فيه في بدء حكمه إلى استبداد وطغيان. ما أتعس الطبيعة البشرية الواهنة. إن الله لا يمكنه أن يعمل إلا القليل لمن فقد الإحساس بالاعتماد عليه. AM 47.1

في غضون سني الإرتداد هذه كان الانحطاط الروحي بين شعب الله يزيد ويتفاقم. وكيف يكون الواقع غير ذلك في حين أن ملكه ربط مصالحه بمصالح أعوان الشيطان؟ وعن طريقهم عمل العدو على إصابة أذهان الشعب بالارتباك والتشويش بما يختص بالعبادة الحقيقية والعبادة الكاذبة. وهكذا صاروا ضحايا سهلة المنال. وقد جعلتهم مبادلتهم التجارية مع الأمم الأخرى على إتّصال وثيق بالذين لا يحبون الله. فتقلّصت محبّتهم لإلههم إلى درجة محزنة ومات إحساسهم القوي بصفات الله السامية المقدّسة وتلاشى. وإذا رفضوا السير في طريق الطاعة تحول ولاؤهم من الله إلى عدو البر. وصار عملاً عادياً بالنسبة لهم كونهم يتزوجون من الوثنيات، وسرعان مازال من قلوب الشعب كراهيتهم لعبادة الأوثان واستصوبوا تعدّد الزوجات. وربّت الأمهات الوثنيات أولادهن على حفظ الطقوس الوثنية. واستعاض بعضهم عن الخدمة الدينية الطاهرة بالوثنية في أظلم أشكالها. AM 47.2

على المسيحيين اليوم أن يحفظوا أنفسهم مميزين ومنفصلين عن روح العالم وتأثيره. فالله قادر أن يحفظنا في العالم شرط ألا نكون من العالم. إن محبته غير مشكوك فيها أو متقلبة فهو يسهر أبداً على أولاده برعاية لا حد لها. ولكنّه يطلب منا ولاء كامل: ”لا يقدر أحد أن يخدم سيّدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال“ (متى 24:6). AM 48.1

كان سليمان مزوّداً بحكمة عجيبة ولكن العالم اجتذبه بعيداُ عن الله. والناس اليوم ليسوا أقوى منه فهم يميلون للانصياع للمؤثرات التي سببت سقوطه. وكما حذّر الله سليمان من الخطر الذي كان يتهدّده كذلك هو يحذّر أولاده اليوم كيلا يخاطروا بأرواحهم بالتشبّه بالعالم أو الاختلاط به. فهو يتوّسل إليهم قائلاً: ”اخرجوا من وسطهم واعتزلوا. ولا تمسوا نجساً فأقبلكم وأكون لكم أباً وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء“ (2 كونثوس 17:6، 18). AM 48.2

يكمن الخطر وسط النجاح فعلى مدى عصور كان في الغنى والكرامة تهديداً للوداعة الروحانية. إننا لا نجد صعوبة في حمل كأس فارغة، لكن متى كانت الكأس ملأى إلى حافتها فينبغي عندئذ أن نمسكها بكل حرص واتّزان. فالمآسي تسبب لنا الحزن لكن النجاح هو أخطر على الحياة الروحية حتى من المآسي. فما لم يكن الإنسان خاضعاً دائماً لإرادة الله وما لم يكن مقدساً في الحق فإن النجاح يثير ميله الطبيعي إلى الغطرسة لا محالة. AM 48.3

وفي وادي الإتضاع حيث يعتمد الناس على الله ليعلّمهم ويرشدهم في كل خطوة توجد سلامة نسبية. أما الناس الذين يقفون كما على برج عال، الذين بسبب مركزهم يُفترض أن يمتلكوا حكمة عظيمة، هؤلاء هم في خطر عظيم فما لم يجعل أولئك الناس الله معتمدهم فإن سقوطهم سيكون أكيداً. AM 49.1

يصيب العطب جميع الناس حينما ينغمسون في الكبرياء والطموح الدنيوي، لأن الكبرياء وعدم الشعور بالحاجة تغلق القلب على وجه بركات السماء غير المحدودة. والإنسان الذي يستهدف تمجيد الذات سيجد نفسه خاوية من نعمة الله التي بواسطة فاعليتها يُكتسب الغنى الحقيقي وأعظم الأفراح المُشبعة للنفس. أمّا من يُعطى كل شيء ويفعل كل شيء لأجل المسيح فسيعرف إتمام الوعد القائل: ”بركة الرب هي تغني ولا يزيد معها تعباً“ (أمثال 22:10). فالمخلّص بلمسة نعمته اللطيفة يبعد عن النفس القلق والطموح غير الشريف محولاً العداوة إلى محبة وعدم الإيمان إلى ثقة. وعندما يخاطب النفس قائلاً: ”اتبعني“ فإن قوة سحر العالم وقوة التعويذة تنكسر وتتلاشى. وعندما يسمع الإنسان صوته تختفي روح الجشع من قلبه وينهض عندئذ متحرراً ليتبعه. AM 49.2