ينصح للكنيسة

الزواج

عمل الله من الزجل إمرأة لتكون له زوجا ومعينا نظيره, ولتكون وإياه واحدا, تعزية وتشجعه وتسعده. ويكون هو بدوره معينها الأقوى. إن جميع الذين يتحدون برباط الزوجية بنية مقدسة, بحيث يحظى الزوج بما في قلب إمرأته من حب طاهر, وتعمل هي على تدميث خلق زوجها وتحسينه وتكميله — هؤلاء يتممون قصد الله لهم. CCA 221.1

لم يأت المسيح ليبطل هذه الفريضة, بل ليعيدها إلى ما كان لها أصلا من قداسة وسمو. جاء ليعيد الإنسان إلى صورة خالقه روحيا, وقد بدأ عمله بإقرار العلاقة الزوجية. CCA 221.2

إن ذاك الذي أعطى حواء لآدم لتكون له معينا نظيره قد صنع أولى عجائبه في عرس. وفي القاعة حيث اجتمع الأقرباء والأصدقاء مبتهجين بالقرآن بدأ المسيح خدمته العامة, وبذلك أقر سنة الزواج, معتبرا إياها فريضة وضعها بنفسه, لأنه هو الذي رسم أن يقترن الرجال والنساء اقترانا مقدسا ليقيموا عائلات يكلل أفرادها بالمجد, معترفا بهم أعضاء في العائلة السماوية. CCA 221.3

إن الحب الإلهي المنبثق من المسيح لا يقضي أبدا على الحب البشري, بل يشمله, وبه يصفي الحب البشري وينقي ويعلي ويشرف. ولن يمكن أن يؤتي هذا الحب البشري ثماره الفاخرة حتى حتى يوحد مع الطبيعة الإلهية, ويدرب على الإمتداد نحو السماء, فيسوع يود أن يرى زواجات سعيدة ومجتمعات عائلية سعيدة. CCA 222.1

جاء في الكتاب المقدس أن يسوع وتلاميذه دعوا إلى هذا العرس ( في قانا ) فالمسيح لم يترك للمسيحين مجالا ليقولوا حين يدعون إلى عرس : يجب ألا نحضر محفلا هكذا بهيجا. ولكنه إذ حضر هذا الإحتفال ابان لنا أنه يريدنا أن نفرح مع الفرحين بممارسة فرائضه, ولم يكره احتفالات البشر البريئة إلى الناس قط, إذ كانت تنسجم مع شرائع السماء, فإنه لمن الصواب أن يحضر أتباع المسيح احتفالا قد أكرمه هو بحضوره. والمسيح بعد أن حضر هذا العرس حضر أعراسا كثيرة, مقدسا اياها بحضوره وإرشاداته. CCA 222.2

ليس هنالك سبب يدعونا لتسيير موكب فخم أو إقامة عرض كبير حتى وإن كان كلا الفريقين متلائمين تماما. CCA 222.3

لقد بدا دائما أنه من غير المناسب لي أن أشاهد فريضة الزواج مقرونة بضجيج السرور, والطرب المفرط والفخفخة. كلا, إنها فريضة وضعها الله لتعتبر على أعظم جانب من خطورة الشأن. وإذ تشكل العلاقة العائلية على الأرض يجب أن يكون أفرادها على مثال العائلة السماوية التي ستتألف منهم فيما بعد. وليمجد بعد. وليمجد الله دائما قبل كل شيء. CCA 222.4