ينصح للكنيسة
إختيار شريك الحياة
إختيار شريك الحياة
للزواج أثر بعيد في الحياة, سواء في العالم الحاضر أم الآتي, والمسيحي المخلص لا يمضي في طريقة إلى الزواج قدما من غير علم بأن الله يقره عليه. المسيحي المخلص لا يندفع فيختار لنسفه, بل يشعر بأن الله يجب أن يختار له, إذ ليس لنا أن نطلب ارضاء أنفسنا, لأن المسيح لم يرض نفسه. لا يسيئن فهمي أحد, فلست أقصد هنا أن على أحد أن يتزوج بمن لا يحب, كلا, لأن ذلك خطية له, بل يجب ألا يسمح للأهواء عابرة والإنفعالات أن تقوده إلى التهلكة, لأن الله يطلب منه كل القلب أسمى العواطف. CCA 197.1
على جميع الذين ينوون الزواج أن يفكروا جيدا في نوع العائلات التي سينشئونها وفي ما عسى أن يكون تأثيرها في المجتمع, لأنهم إذ يصيرون والدينتنتقل إليهم وديعة مقدسة, وإن سعادة الأولاد في الحياة الآتية, وإزدهارهم في هذه الحياة, يتوقفان إلى حد بعيد على الوالدين. وعليهم أيضا يتوقف الطابع الجسدي والأدبي لأولادهم. ولما كانت العائلة هي نواة المجتمع وعليها تقوم حال الهيئة الإجتماعية فلا بد من أن يكون لكل عائلة فعال أما للخير أو للشر. CCA 197.2
على الشبان والفتيات المسيحيين أن يكونوا على جانب عظيم من العناية في تكوينهم للصداقات واختيارهم للعشراء. احترزوا لئلا يستحيل ما قد ظننتموه ذهبا خالصا, إلى زغل وخبث, إذ أن من شأن خلطة أهل العالم وضع العراقيل في طريق خدمتكم لله. كثيرون هدموا صرح حياتهم نتيجة لإرتباطهم غير الميمون بالذين لا يمكن أن تعليهم عشرتهم أو ترفعهم, سواء أكان هذا الإرتباط عن طريق المصالح أم الزواج. CCA 198.1
زن كل عاطفة في الذي تنوي ربط حياتك به, وراقب كل تطور في خلقه لأن الخطوة التي أنت مقدم عليها هي على أعظم جانب من الأهمية في حياتك, وينبغي عدم الإقدام عليها في تسرع. فلئن سمح لك أن تحب, فلا يكن حبك أعمى. CCA 198.2
انتبه جيدا لترى هل ستكون حياتك الزوجية سعيده أم مختلة تاعسة. سائل نفسك هل يكون الزواج معوانا لي في سيري نحو السماء ؟ وهل يزيد من محبتي لله ؟ وهل يجعلني أكثر نفعا في هذه الحياة ؟ ان نعم فأقدم على ما أزمعت عليه في خوفه تعالى. CCA 198.3
ينبغي أن يكون اختيار شريك الحياة بشكل يضمن للآباء وأولادهم صحة الجسد والعقل والروح, ويمكنهم من أن يكونوا بركة للآخرين ومجدا لخالقهم. CCA 198.4
أما الشاب فعليه أن يختار شريكة لحياته الفتاة القادرة على تحمل قسطها من أعباء الحياة, تلك التي تدمثه بتأثيرها وترفع أخلاقه وتجعله سعيدا بحبها له. CCA 198.5
” الزوجة المتعقلة ... من عند الرب ” , “ بها يثق قلب زوجها ... تصنع له خيرا لا شرا كل أيام حياتها ” , تفتح فمها بالحكمة وفي لسانها سنة المعروف. تراقب طرق أهل بيتها ولا تأكل خبز الكسل. يقوم أولادها ويطوبونها. زوجها أيضا يمتدحها قائلا : “ بنات كثيرات عملن فضلا أما أنت ففقت عليهن جميعا ” من يجد مثل هذه الزوجة ” يجد خيرا وينال رضى من الرب “. CCA 199.1
تجب مراعاة الأمور التالية : هل ستكون مخطوبتك مصدر سعادة في بيتك ؟ هل هي مقتصدة في الإنفاق , أو أنها إذا تزوجت , لا تنفق فقط نقودا كسبتها هي, بل تنفق أيضا نقودك أنت من أجل إرضاء ما فيها من غرور وحب الظهور ؟ هل مبادئها في هذا الأمر صحيحة ؟ وهل لديها الأن ما تعتمد عليه ؟ ... اعرف أن عقل المفتون بالهوى وأفكار الزواج ينبذ هذه الأسئلة ويعتبرها بلا أهمية, مع كونها أمورا يجب أخذها بعين الإعتبار, لأن لها تأثيرا في مستقبل حياتك؟ CCA 199.2
عليك, وأنت تختار زوجة لك, أن تدرس أخلاقها. هل ستكون صبورة مثابرة بجد, أم أنها لا تعطي بالا لوالديك في وقت يحتاجان فيه إلى ابن قوي يستندان عليه, أو أنها ستخطفك من معشرهما حتى تنفذ تدابيرها وتشبع مآربها هي, تاركة الأب والأم, اللذين, بدلا من أن يربحا ابنة محبة يخسران ابنا. CCA 199.3
على كل فتاة, قبل اقدامها على الزواج أن تفحص في أمر هذا الذي أزمعت على ربط مصيرها به, هل هو جدير بها ؟ كيف كانت سيرته الماضية ؟ هل حياته نقية ؟ هل ما يبديه من حب هو شريف سام أم تراه هوى عاطفيا فقط ؟ هل له من الخلال الحميدة ما يجلعها سعيدة ؟ أتستطيع هي أن تجد في حبه السلام والفرح الحقيقيين ؟ هل يتيح لها الإحتفاظ بشخصيتها, أم هل يتوجب عليها أن تخضع لسلطانه رأيها ووجدانها ؟ هل يكون بمقدورها أن تكرم مطاليب المسيح على اعتبار أنها الأعظم والأسمى ؟ هل تحفظ جسدها ونفسها وأفكارها ومقاصدها طاهرة مقدسة ؟ تلك أسئلة لها أهميتها البالغة بالنسبة لخير كل فتاة مرشحة للزواج. CCA 199.4
على من ترغب في حياة زوجية هادئة سعيدة, واجتناب ما قد يأتي به المستقبل من شقاء وحزن, أن تستعلم قبل أن تمنح حبها : هل لحبيبي أم ؟ ما هو طابعها الخلقي ؟ هل يقوم هو بالتزاماته نحوها ؟ هل يراعي رغباتها, ويهتم بسعادتها ؟ ان كان لا يوقر أمه ولا يكرمها فهل تراه يحترم زوجته ويحبها ويحيطها باللطف والرعاية ؟ حين يفقد الزواج نشوته وأحلامه هل يثبت على حبه لي ؟ هل يكون صبورا على أخطائي, أم منتقدا منددا ومتجبرا مستبدا ؟ المودة الصادقة تستر كثرة من العيوب والمحبة لا ترى الأخطاء. CCA 200.1
على الفتاة ألا تقبل شريكها لها سوى من اتصف بالطهارة والمروءة والإجتهاد والطموح والأمانة ومحبة الله ومخافته CCA 200.2
لا تقتربي أيتها الشابة من الوقحين. ابتعدي عن محب الكسل, واجتنبي المستهزيء بالمقدسات, ولا تعاشري المتلكم بالشتائم أو من اعتاد احتساء ولو كأس واحدة من الخمر, ولا تصغي لمقترحات من لا يدرك واجبه نحو الله. إن الحق الطاهر الذي يقدس نفسك سيمنحك الشجاعة لتتحرري ممن قد تروقك عشرته للغاية ولكنه لا يحب الله ولا يخافه, ولا يعرف شيئا عن مباديء البر الحقيقي. ليس من الخطأ إحتمال ضعفات الآخرين وجهالاتهم, أما رذائلهم فيجب ألا تحتمل اطلاقها. CCA 201.1
الحب هبة ثمينة يهبها لنا يسوع. وليس الحب الطاهر المقدس شعورا, بل مبدأ, وليس الذين يحركهم الحب الصادق غير عقلاء أو عميانا. CCA 201.2
إن الحب الحقيقي الصادق المكرس النقي هو ثمين ونادر الوجود, ولكن الناس دعوا الهوى حبا. CCA 201.3
الحب الصادق هو مبدأ سام ومقدس, يختلف في طابعه كل الإختلاف عن ذلك الحب الذي يوقظه الإغراء والذي يموت فجأة عندما يجوز في اختبار صارم. CCA 201.4
الحب غرسة سماوية تحتاج إلى الرعاية والتغذية. والقلوب الودودة كالكلمات اللطيفة الصادقة, تستعد الأسرة وتسمو بكل من يسير تحت لوائها. CCA 201.5
الحب النقي يطلب ارشاد الله في كل مراميه وينسجم انسجاما كليا مع روح الله, أما الشهوة فعنيدة ومتسرعة طائشة ومخالفة للمعقول, لا تحفل برادع وتجعل من محبوبها معبودا. ذو الحب الصادق تتجلى نعمة الله في كل تصرفاته. وكل خطوة يخطوها نحو الزواج ترتدي طابع الحشمة والبساطة والإخلاص والأدب والورع. فمن كانت هذه صفاتهما لا ينصرفان كليا إلى صحبة أحدهما الأخر ويستغرقان فيها بحيث يفقدان الرغبة في اجتماعات الصلاة والخدمات الدينية, ولا تموت فيهما غيرتهما بسبب اهمالهما الفرص والإمتيازات التي منحمها الله اياها بجود. CCA 202.1
إن الحب الذي لا يرتكز على أساس أفضل من أساس اشباع اللذات الحسية سيكون عنيدا وأعمى, ولا يمكن ضبطه. فالشهوات تسيطر على فضيلتي الشرف والصدق وعلى قوى العقل النبيلة السامية. ومن كبلته قيود هذا الغرام غالبا ما لا يستمع لثوت العقل والضمير, ولا يمكن للحجج أو التوسلات أن تقوده ليرى حماقة مسلكه. CCA 202.2
ليس الحب الصادق شهوة متهورة نارية شديدة, ولكنه, على النقيض من ذلك, ساكن عميق في طبيعته, ينظر ما وراء المظاهر, ولا يجذبه سوى الجوهر. هو حكيم وفطن وإخلاصه واقعي ثابت. CCA 202.3
إن الحب, إذ يرتفع عن الشهوة والتهور يصبح حبا مقدسا وطاهرا في الأقوال والأفعال. لتكن للمسيحي رقة ومحبة مقدستان خاليتان من التبرم وعدم الصبر, ولا بد لعاداته الخشنة من أن تلطف بنعمة المسيح. CCA 202.4
إن الزواج لكونه تدبير الله, هو فريضة مقدسة وينبغي عدم الإقدام عليه بروح الأنانية. كما ينبغي للذين يعتزمون اتخاذ هذه الخطوة أن يعتبروا بوقار وبروح الصلاة, أهميتها, ويلتمسوا الإرشاد الإلهي, ليعرفوا هل مسلكهم بهذا الصدد منسجم مع مشيئة الله. ينبغي مراعاة تعليم كلمة الله في هذا الأمر. والسماء تنظر بعين الإغتباط إلى زواج بدافع الرغبة الحارة في إتباع التعليمات الواردة في الكتاب المقدس. CCA 203.1
إن كان من موضوع يحتاج إلى التأمل فيه بتعقل رزين وتبصر مستأن هاديء فإنما هو موضوع الزواج, وإذا كان من وقت نحتاج فيه إلى إستقاء المشورة من الكتاب المقدس فذلك يكون قبل اتخاذ الخطوة التي تربط بين شخصين مدى الحياة . ولكن الإتجاه السائد في هذا الأمر هو أن يعتمد الشعور دليلا, وفي حالات كثيرة تقبض عاطفى الهوى على السكان ( الدفة ) وتقود سفينة الحياة إلى هلاك محقق. وفي هذا المجال يظهر الشبيبة أقل ذكاء منهم في أي مجال آخر, ويرفضون الدخول في محاجة, وتبدو مسألة الزواج بالنسبة لهم ذات قوة آسرة ساحرة. لا يخضعون ذواتهم لله, لأنهم مسبيو الشعور يعملون في تكتم, كأنما هم يخشون أن يتدخل في خططهم أحد. CCA 203.2
كثيرون منهم يسيرون سفينة حياتهم في أماكن محفوفة بالخطر. إنهم بحاجة إلى ربان, ولكنهم مع ذلك يسخرون مما يعرض عليهم من معونة هم إليها محتاجون ايما حاجة, وملء شعورهم أنهم أهل لقيادة سفينتهم, غير مدركين أنها توشك على الإصطدام بما خفى من صخور, فيتحطم بذلك إيمانهم, وينهار صرح سعادتهم. على أنهم ما لم يدرسوا كلمة الله باجتهاد يقعون في أخطاء فظيعة تقوض أركان سعادتهم وسعادة الآخرين في الحياتين الحاضرة والآتية جميعا. CCA 204.1
إذا كان من عادة الشاب والفتاة أن يصليا مرتين في اليوم, فالواجب يقتضيهما — إذا كانا مقبلين على الزواج, أن يصليا, لا مرتين بل أربعا, وذلك لما للزواج من أثر بعيد في الحياة, سواء في العالم الحاضر أم الآتي... CCA 204.2
إن الطريقة التي بها تتم غالبية الزواجات في أيامنا قد جعلت منها إحدى علامات الأيام الأخيرة. لقد بلغ من قوة اصرار الناس وشدة تصلبهم أنهم أخرجوا الله من حسابهم, وأغفلوا الدين, كأنما لا دور له يؤديه في هذا الأمر الخطير. CCA 204.3
نظرا لهول ما يسببه الزواج من بؤس لماذا لا يتخذ الشبيبة جانب الحكمة ؟ لماذا يتمادون في الشعور بأن لا حاجة بهم إلى إرشاد من تقدموهم في السن والخبرة ؟ يبدي الناس احتراسا عظيما في أشغالهم, ويستعدون للعمل قبل اقدامهم على أي مشروع هام, فيكرسون له الوقت والمال والكثير من الدرس المدقق, تفاديا من الوقوع في فشل, فكم ينبغي أن يكون الإحتراس أعظم لدى الدخول في العلاقة الزوجية, بالنظر لما لها من أثر في الأجيال المقبلة والحياة المستقبلة ؟ ولكن بدلا من ذلك, يقدم عليها, في الغالب, بهزل وطيش, باندفاع وشهوة, بجهل وعدم تعقل رصين. وليس من تفسير لذلك سوى أن الشيطان يحب أن يرى البؤس والخراب في العالم, وهو ينصب هذه الحبالة لإقتناص النفوس. ويبتهج بأن يحمل هؤلاء الأشخاص المتهورين على فقدان هناءهم في هذا العالم وفي موطنهم في العالم الآتي. CCA 204.4
أيستشير الأولاد رغائبهم وميولهم فقط دون ما التفات إلى نصح والديهم, ولا اعتبار عندهم لحكمهم الرشيد لأن الأنانية قد نفت من قلوبهم المودة البنوية, لذلك, أن توقظ عقولهم لهذا الأمر. أن الوصية الخامسة هي الوصية الوحيدة المعطاة بوعد, ولكنهم يستخفون بها بل يتنكرون لها ارضاء للحبيب, وأمست الزراية بمحبة الأم والإستهتار برعاية الأب من الخطايا المسطورة في سجل الكثيرين من الشبان والفتيات. CCA 205.1
من بين الأخطاء الشنيعة التي ترتكب في هذا الموضوع الإعتقاد أن عواطف الأحداث الأغرار يجب ألا يعكر صفوها, وأن حياتهم الحبية يجب عدم التدخل فيها. إذا كان من موضوع يحتاج إلى تقليب النظر فيه فهو هذا الموضوع يحتاج إلى تقليب النظر فيه فهو هذا الموضوع عينا, فالحاجة تمس فيه إلى الإستعانة باختبارات الآخيرن وإلى النظر فيه من كلا جانبيه بدقة ورصانة. ولكن السواد الأعظم من الناس اليوم ينظرون إليه بكثير من الإستخفاف. فاستمعوا إيها الأحداث الأصدقاء لإرشاد الله ووالديكم الأتقياء, واجعلوا هذا الأمر موضع صلاة. CCA 205.2
تتساءلون ” أينبغي للوالدين أن يختاروا شريك الحياة دون ما اعتبار لرأي أو شعور إبنهما أو إبنتهما ؟ “ فاطرخ أنا السؤال كما ينبغي أن يكون : أينبغي لإبن أو إبنة أن يختار شريك الحياة دون استشارة الوالدين أولا, نظرا لما لمثل هذه الخطوة من تأثير في سعادة الوالدين ماديا, إن كان لديهم أي محبة لأولادهم ؟ أو ينبغي لذلك الإبن أن يمعن في ركوب طريقه رغم نصح والديه وتوسلاتهم ؟ وأجيب أنا جازمة : كلا, حتى ول اضطر إلى عدم الزواج إطلاقا. ان الوصية الخامسة القائلة ” أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك “ تحرم هذا المسلك. هنا وصية بوعد لا بد من أن يتممه الرب للطائعين. إن الوالدين الحكماء لن يختاروا لأولادهم أبدا, ازواجا دوم ما احترم لرغابتهم. CCA 206.1
ينبغي للآباء والأمهات ان يشعروا أن من واجبهم توجيه عواطف الشبيبة حتى تتركز في من سيكونون ازواجا صالحين. كما ينبغي لهم أن يشعروا أن من واجبهم العمل, بمقالهم ومثالهم, بنعمة الله العاضدة, على صوغ صفات أولادهم منذ سنيهم الباكرة, بشكل يجعلهم انقياء منجذبين إلى ما هو صالح وحق. وشبيه الشيء منجذب إليه. فلتغرس في النفس محبة الحق والطهارة والصلاح في وقت مبكر, وإذ ذاك تختار الشبيبة عشرة الذين يملكون هذه السجايا. CCA 206.2
يركن الشباب والفتيات إلى دوافعهم اكثر مما ينبغي فليحرصوا ألا يهبوا أنفسهم رخيصة, وألا يؤخذوا, من فورهم, بمظاهر الحبيب الجاذبة, فالتحبب بين الجنسين في هذا الجيل إن هو إلا نهج من الخداع, وإن منظم هذه العلاقات والمشرف عليها, إلى حد بعيد , هو الشيطان, أما دور الرب فيها فهو يسير محدود. فالحاجة تمس, في هذا الأمر, إلى التعقل الرزين دائما, ولكن الواقع هو أن هذا التعقل يكاد يكون معدوما. CCA 207.1
ينبغي الإحتراس من الوله وأحلام الهوى كما من مرض البرص, كثيرون جدا من شبان هذا العصر وفتياته يفتقرون إلى الفضيلة, ومن أجل ذلك تمس الحاجة إلى الحذر. بإمكان الذين احتفظوا بأخلاق فاضلة أن يكونوا ذوي قيمة أدبية حتى وان أعوزتهم المحاسن الأخرى. CCA 207.2
إن الكثير من هذه العاطفية المنحطة قد امتزجت بما لشبيبة هذا الجيل من اختبارات دينية. فالله يريدك يا أختى أن تتجددي. واتوسل إليك أنا أن تسمي بعواطفك. كرسي قواك العقلية والجسدية لخدمة فاديك الذي قد اشتراك. وقدسي أفكارك وشعورك حتى تكون أفعالك كلها بالله معمولة. CCA 207.3
إن ملائكة ابليس يسامرون الذين ينفقون شطرا كبيرا من الليل في مطارحة الغرام. ولو قدر لهؤلاء أن تنفتح أعينهم لرأوا ملاكا قائما يسجل عليهم أقوالهم وأفعالهم. فهم يتعدون قوانين الصحة والحشمة, وكان الأجدر بهم أن يدخروا لحياتهم الزوجية بعض هذه الساعات من التحبب. ولكن الزواج, اجمالا, يضع حدا لكل ما يسبق فيظهرونه من اخلاص في الحب. CCA 208.1
يعرف الشيطان مواطن الضعف من فرائسه فيعرض حكمته الجهنمية بشتى الحيل ليقتنص النفوس للهلاك ... يراقب كل خطوة تتخذ, ويقدم اقتراحات كثيرة تتبع بدلا من ارشاد الله. هذا الشرك الخطر الذي أجيد حبك خيوطه قد أعد بدهاء لإصطياد الشباب والمتهورين. وغاليا ما يكون الشرك مخفيا وراء ستار من نور براق, ولكن ضحاياه قد طعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة, ونتيجة ذلك نرى حطام البشرية أينما تلفتنا. CCA 208.2
العبث بالقلوب جريمة ليست قليلة الهول في نظر اله قدوس, ومع ذلك يتعلق البعض بفتيات ويتحببون إليهن, ومن ثم يمضون في سبيلهم, وينسون كل ما قالوه لهن, وما لذلك من تأثير. ثم يجتذبهم وجه جديد فيعيدون الكلمات نفسها ويولون فتاة أخرى الإهتمام عينه. CCA 208.3
هذه النزعة تكشف نفسها في الحياة الزوجية. فالعلاقة الزوجية لا تجعل دائما الفكر الهوائي المتقلب ثابتا راسخا وأمينا للمبدأ. يسأمون الوفاء, فتظهر الأفكرا الدنسة في أفعال شريرة. فكم هو جوهري إذا أن يمنطق الشبيه احقاء ذهنهم ويحترسوا لمسلكهم حتى لا يضلهم الشيطان من طريق الإستقامة. CCA 208.4
إن شابا يلهو بصحبة فتاة, ويظفر بصداقتها, دون علم والديها, ربما استطاع عن طريق الإتصالات والمقابلات السرية التأثير على عقلها, غير أنه بتصرفه هذا لا يظهر ذلك النبل وكرم الأخلاق واستقامة النفس التي يتحلى بها كل ابن لله. ولبلوغ امنيتها يلعبان دورا كله غموض وسرية وغير متفق مع تعاليم الكتاب المقدس, مدللين بذلك على عدم اخلاصهما للذين يحيطونهما بالمحبة والإعزاز ويسعون في رعاياتها مخلصين. إن زواجات تعقد في ظل مؤثرات كهذه ليست هي بحسب كلمة الله, وان من يقود فتاة إلى العبث بالواجب, ويبلبل أفكارها فيما يتعلق بوصايا الله الصريحة الواضحة الداعية اياها إلى إطاعة والديها وإكرامهما لن يكون أمينا لعهود الزواج. CCA 209.1
إن الوصية القائلة ” لا تسرق “ قد نقشها اصبع الله على لوحي الحجر, ومع ذلك كم من سرقة للعواطف تقع في الخفاء ثم تلتمس لها الأعذار وتستمر هذه المعاشرة الخادعة, وتتصل المقابلات السرية حتى تأخذ عواطف الفتاة التي هي غرة ولا تعلم ما ستؤول إليه هذه الأمور, في التحول عن والديها لتتركز على ذلك الذي أثبت بنفس مسلكه هذه أنه غير جدير بحبها. ان الكتاب المقدس يدين كل شكل من أشكال الخيانة . CCA 209.2
إن المدعوين مسيحيين الذين اتصفت حياتهم بالإستقامة, والذين هم, كما يبدو, متعلقون في سائر الأمور الأخرى — هؤلاء يرتكبون أخطاء فظيعة هنا. فيظهرون ارادة عنيدة مصممة لا يقوى المنطق على تليينها, ويبلغ بهم الإستغراق بالأحاسيس والخواطر البشرية حدا يفقدون معه الرغبة في تفتيش الكتاب والدخول في علاقة وثيقة مع الله. CCA 210.1
حين تكسر وصية واحدة من الوصايا العشر فإن التمادي في التعدي يكاد يكون مؤكدا. وإذا أزيلت حواجز الحشمة عند الفتاة لا تعود أحط الشهوات تبدو خاطئة للغاية, فواأسفاه ما أفظع ما يشاهده من نتائج تأثير المرأة للشر في العالم اليوم, إن الألوف يزج بهم في السجون بسبب ” المرأة الأجنبية “ كما ينتحر الكثيرون, وينتزع كثيرون آخرون حياة غيرهم, وما أصدق قول الوحي : ” قدماها تنحدران إلى الموت. خطواتها تتمسك بالهاوية “ CCA 210.2
إن معالم الإنذار منصوبة على كل جانب من طريق الحياة لمنع الناس من الإقتراب إلى الأماكن الخطرة الممنوعة, غير أن جماهير الناس يختارون مع ذلك الطريق المميت, عكسا لما يمليه عليهم العقل, ودون ما اعتبار لناموس الله متحدين نقمته. CCA 210.3
فالذين يريدون الإحتفاظ بجسم صحيح وعقل قوي وخلق فاضل, عليهم أن يهربوا من ” الشهوات الشبابية “ أما الذين يبذلون جهودا غيورة ثابتة لصد الشر الذي يرفع في وسطنا رأسه الجسور المتصلف فهم مبغضون ومثلوبون من جميع فاعلي الشر, غير أن الله سيكرمهم ويجازيهم خير. CCA 211.1
سلسلة روح النبوة — الربع الثاني , 1961 — الدرس الأول مأخوذ من كتاب ” ارشادات للكنيسة “ بقلم : الأخت ألن هوايت طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 211.2