ينصح للكنيسة
معالمة المخطئين
معالمة المخطئين
جاء المسيح ليجعل الخلاص في متناول الجميع, وعلى صليب جلجثة دفع ثمن الفداء غير المحدود من أجل عالم ضال. إن إنكاره ذاته, وتضحيته, وعمل الخالي من الأثرة, وإتضاعه, وفوق الكل بذله حياته إنما تشهد لعمق محبته للإنسان الخاطيء. لقد جاء إلى الأرض ليطلب ويخلص ما قد هلك. جاء لأجل الخطاة من كل طبقة, من كل لسان وأمة, ودفع الثمن من أجل الجميع, ليفتديهم ويوحدهم معه, وليبادلوه العاطفة. ولم يغفل أكثر الناس ارتكابا للخطأ والخطية, بل ان أعماله كانت بنوع خاص من أجل أشد الناس حاجة إلى الخلاص الذي جاء ليقدمه. وعلى قدر عظم حاجة الناس إلى الخلاص عمق اهتمامه بهم, وعظم عطفه عليهم, وكثر اجتهاده في العمل من أجلهم. وقلبه الكبير المحب تحرك, حتى في أعماقه عطفا على الذين كانت حالتهم أبعد ما تكون عن الإصلاح, وكانوا أشد من غيرهم حاجة إلى نعمته المجددة. CCA 169.1
أما نحن ففينا افتقار إلى العطف والمحبة العميقين الحارين المحركين للنفس نحو المجربين والمخطئين, فقد ظهر من كثيرين برود شديد وإهمال أثيم, قد مثلهم المسيح بكونهم ” جازوا مقابله “ مبتعدين بقدرالإمكان عمن هم بأشد الحاجة إلى المساعدة. غالبا ما يكون المتجدد حديثا في صراع عنيف مع بعض العادات الراسخة فيه أو مع تجربة خاصة. وكونه مغلوبا من شهوة أو هوى مستبدين فهم إما طائش أو مذنب بالفعل. وإنما في هذا الظرف يطلب من إخوته بذل الجهد واللباقة والحكمة ليمكن إعادته إلى المنعة الروحية. وعلى حالات كهذه يصدق قول كلمة الله ” أيها الإخوة إن إنبسق إنسان فأخذ في زلة ما فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظرا إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضا “ ( غلاطية 6 : 1 ). فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء ولا نرضى أنفسنا “ ( رومية 15 : 1 ). CCA 169.2
إن العقاب المعتدل والأجوبة اللينة والكلمات المسرة هي أنسب للإصلاح والخلاص من القساوة والخشونة. إن بعض الإفراط في عدم اللطف قد يبعد أشخاصا عن متناولك, بينما تعمل روح المصالحة على ربطهم إليك, فيمكنك عندئذ أن تشبتهم في الطريق القويم. ينبغي أن تعتمل فيك روح التسامح أيضا وتعترف بما يحق لمن حولك من تقدير لأهدافهم وأعمالهم الصالحة. CCA 170.1
لقد قام الله بدوره من العمل لأجل خلاص البشر, وهو يطلب الآن تعاون الكنيسة, فهناك من الجهة الواحدة, دم المسيح وكلمة الحق والروح القدس. وهناك من الجهة الأخرى نفوس هالكة. لكل من أتباع المسيح دور يقوم به ليقود الناس إلى قبول ما أعدته السماء من بركات. لنفحص أنفسنا بتدقيق ونرى إذا كنا قد قمنا بهذا العمل. علينا أن نرتاب بأهدافنا وكل عمل في حياتنا. CCA 170.2
ألسنا نحتفظ في مخيلتنا بصورة كثيرة قبيحة ؟ كثيرا ما احتجتم إلى غفران يسوع, واستمررتم في الإتكال على عطفه ومحبته, ومع ذلك ألم تقصروا نحو الآخرين بعدم اظهاركم لهم نفس الروح التي أظهرها هو لكم ؟ هل شعرتم بعبء المسؤولية نحو من رأيتموه يغامر في دخول مسالك محرمة ؟ هل أنذرتموه بلطف ؟ هل بكيتم من أجله وصليتك معه ولأجله ؟ هل أظهرتم بكلمات الشفقة والأفعال اللطيفة أنكم تحبونه وتودون خلاصه ؟ CCA 171.1