ينصح للكنيسة

58/303

اهتمام المسيح بكنيسته

الكنيسة ملك لله, والله لا ينفك يذكرها فيما تنتصب هي في العالم هدفا لتجارب ابليس. لم ينس المسيح قط أيام اتضاعه, وإذ ترك مشاهد تلك الأيام لم يفقد شيئا من انسانيته, بل لم تزل له نفس المحبة الرفيقة الحانية, ويتأثر دوما بويلات البشر. ولا ينسى إطلاقا أنه كان رجل أوجاع ومختبر الحزن, كما لا ينسى شعبهو وممثليه, الذين يجاهدون لتأيييد شريعته المدوسة. إنه يعلم أن العالم الذي أبغضه يبغضهم, ومع أن يسوع المسيح اجتاز السموات فلم تزل هناك سلسلة حية تربط المؤمنين به إلى قلبه ذي المحبة غير المحدودة. إن أدنى الناس وأضعفهم مربوطون إلى قلبه برباط الحنو والشفقة, ولا ينسى أبدا أنه وكيلنا, وأن له طبيعتنا. CCA 151.1

يرى يسوع على الأرض كنيسته الحقيقية التي تعتبر التعاون معه في عمل ربح النفوس الجليل أعظم مطامحها. يسمع صلوات أعضائها المقدمة بإنسحاق وقوة, ولا يسع الكلي القدرة أن يرفض ما يقدمونه من إلتماس لأجل خلاص أي من أعضاء جسد المسيح المجربين. ” فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالإقرار, لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه ” ان يسوع هو حي في كل حين ليشفع فينا. وعل من بركة لا يستطيع المؤمن الحقيقي نيلها بواسطة فادينا ؟ إن الكنيسة المزمعة أن تدخل وشيكا في أعنف صراع لها ستكون أعز ما لله على الأرض. CCA 151.2

وسيثار تحالف الشر بقوة من أسفل, وسيسلط ابليس ما يمكنه تسليطه من العار على المختارين الذين يعجز عن تضليلهم وإغوائهم ببدعه وأكاذيبه الشيطانية. ولكن ... هل المسيح الذي هو وكيلنا ورئيسنا يغلق قلبه, أو ينفض يده, أو يحنث بوعده؟ كلا , إطلاق. CCA 152.1

لم تؤسس الكنيسة بقوة بشر, كذلك لا يقدر على اهلاكها. فالكنيسة لم تؤسس على صخرة القوة البشرية وإنما على يسوع المسيح, صخر الدهور. CCA 152.2

سلسلة روح النبوة — الربع الأول — الدرس التاسع مأخوذة من كتاب ” ارشادات للكنيسة “ بقلم الأخت ألن هوايت طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 152.3