ينصح للكنيسة

53/303

سلطان الكنيسة

يعطي المسيح لصوت الكنيسة سلطانا : ” الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء ” ( متى 18 : 18 ). ولذا فمن غير المسموح به أن يقوم إنسان, على مسؤوليته الشخصية, بالمناداة بنظريات اختارها هو, بقطع النظر عن حكم الكنيسة. لقد أعطى الله كنيسته أعظم سلطان تحت السماء. وصوته في شعبه المتحد ككنيسة هو الصوت الذي يجب إحترامه. CCA 143.3

إن كلمة الله لا تجيز لإنسان أن يقيم حكما مغايرا لحكم الكنيسة, كما لا يسمح له بأن يقحم آراءه عكسا لآراء الكنيسة, فالكنيسة إذا خلت من النظام والحكم انقسمت إلى أجزاء مفككة. لقد وجد دائما أشخاص مستقلون في أفكارهم ادعوا أنهم كانوا على حق, وأن الله قد عمل بصورة خاصة على تعليمهم, والتأثير فيهم, وقيادتهم, ولكل منهم نظريته وآراؤه الخاصة به, وكل يدعي أن آراءه هي بحسب كلمة الله. لكل منهم نظرية وإيمان يختلفان عما لغيره, ومع ذلك يدعي كل منهم تلقي النور الخاص من الله. هؤلاء ينسحبون من الكنيسة, وكل منهم كنيسة منفصلة. لا يمكن أن يكون جميع هؤلاء على حق, ولكنهم مع ذلك يدعون كلهم أنهم مقودون من الرب. CCA 144.1

يتبع مخلصنا تعاليمه بوعد, إنه إذا اتحد اثنان أو ثلاثة في طلب أي شيء من الله يعطى لهم, فالمسيح هنا يبين وجوب اتحادنا مع الآخرين حتى في رغباتنا في شيء ما, لأن أهمية عظمى تعلق على الصلاة المتحدة والهدف الموحد. إن الله يسمع صلاة الأفراد, أما همنا فقد أعطى يسوع دروسا خاصة مهمة كانت ستحتل مقاما خاصا في كنيسته المؤسسة حديثا على الأرض. فوجب أن يكون إتفاق في الأمور التي يرغبون فيها ويصلون من أجلها. لم تكن الطلبة مقتصرة على أفكار وأعمال عقل قابل للإنخداع, بل هي الرغبة الحارة لعقول عدة مركزة على موضوع واحد. CCA 144.2

الكنيسة هي الوسيلة المعينة من الله لخلاص الناس. وقد أنشئت للخدمة, ورسالتها حمل البشارة إلى العالم. لقد كان تدبير الله منذ البدء أن تكون كنيسته واسطة إظهار ملئه وقدرته للعالم, فعلى أعضاء الكنيسة الذين دعاهم الله من الظلمة إلى نوره العجيب أن يظهروا مجده. الكنيسة هي مستودع غني نعمة المسيح, وبواسطتها سيستعلن أخيرا, العرض النهائي الكامل لمحبة الله حتى أمام ” الرؤساء والسلاطين في السماويات “. CCA 145.1