ينصح للكنيسة
توجيهات الرسول بولس
يظن الكثيرون أنهم, فيما يتعلق بنورهم واختبارهم, مسؤولون لدى المسيح وحده دون أتباعه المعترف بهم في العالم, ولكن يسوع شجب هذا الظن في تعاليمه وفي الأمثلة والحقائق التي أعطاها لنا لتعليمنا. فهذا بولس, الذي كان سيعده المسيح للقيام بأجل الأعمال والذي كان سيصبح إناء مختارا له, يؤتى به إلى حضرة المسيح مباشرة, ومع ذلك لا يعلمه المسيح دروس الحق, بل يوقف سبيله ويبكته, وإذ سأل ” ماذا تريد أن تفعل ؟ ” لم يخبره يسوع مباشرة, بل يضعه في اتصال مع كنيسته, حيث ” يقال لك ماذا ينبغي أن تفعل “. يسوع هو صديق الخاطيء. قلبه مفوتح دائما, ويشعر دائما بويلات البشر, له كل سلطان في السماء وعلى الأرض, ولكنه يحترم الواسطة التي عينها لإنارة الناس وخلاصهم. إنه يوجه شاول إلى الكنيسة, معترفا بذلك بالسلطان الذي أولاها إياه, كمجرى نور للعالم. إنها جسد المسيح المنظم على الأرض, فالإحترام واجب لفرائضها. وفي أمر شاول يمثل حنانيا المسيح, كما يمثل أيضا خدام المسيح على الأرض الذين عينوا للعمل في مكان المسيح. CCA 145.2
ففي تجديد بولس أعطيت لنا مباديء هامة ينبغي أن نتذكرها دائما. إن فادي العالم لا يقر إختبار الأمور الدينية وممارستها بمعزل عن كنيسته المنظمة المعترف بها, حيثما وجدت له كنيسة. CCA 146.1
إن ابن الله يوحد نفسه في الخدمة والسلطان مع كنيسته المنظمة, فوجب أن تأتي بركاته عن طريق الوسائل التي عينها هو, رابطا بذلك الإنسان بمجرى انسكاب بركاته, إن كون بولس سليم النية تماما في قيامه بإضطهاد القديسين لم يبرره حين أدرك, بتأثير الروح القدس, عمله القاسي, فوجب عليه أن يتعلم من التلاميذ. CCA 146.2
إذا كان أعضاء الكنيسة جميعهم أبناء وبنات الله, فلا بد لهم من أن يجتازوا عملية التأديب قبل أن يصيروا أنوارا في العالم. إن الله لا يجعل من الرجال والنساء مجاري نور بينما هم في الظلمة, قانعين بذلك, دون أن يبذلوا جهودا خاصة للإتصال بمصدر النور. والذين يشعرون بحاجاتهم, ويدفعون أنفسهم إلى التفكير العميق, وإلى الصلاة والعمل الحارين المثابرين يحصلون على معونة إلهية. هنالك الشيء الكثير الذي يجب على كل فرد أن ينساه فيما يتعلق بنفسه, كما أن هناك الكثير الذي يجب أن يتعلمه. يجب التخلص من العادات القديمة, إذ لا يمكن إحراز الغلبة إلا ببذل الجهود الحارة لإصلاح هذه الأخطاء, وبقبول الحق قبولا تاما, بتطبيق مبادئه, بنعمة الله. CCA 146.3