ينصح للكنيسة
ملحق
التماس إلى المنتقدين
إن كثيرين من شعب الله لا ينمون في النعمة. كثيرون هم في حالة عقلية غير مرضية. والذين لا يساعدون الآخرين ليروا أهمية الحق الخاص بالزمن الحاضر, فليشعروا بعدم الرضا عن أنفسهم. والشيطان يستغل هذه الناحية في اختبارهم ويقودهم إلى الإنتقاد والمعابة. CCA 137.1
إن حياة الأنانية هي حياة شريرة, فالذين إمتلأت قلوبهم بمحبة الذات يختزنون الأفكار الشريرة عن اخواتهم, ويتكلمون ضد عمال الرب. إن الشهوات إذا عززت وشددت بفعل ايعازات ابليس فهي نبع مر لا ينفك يطلق جداول لتسميم حياة الآخرين. CCA 137.2
لا يطلب الله من أي منا مراقبة إخواتنا والتوبة عن خطاياهم. لقد أسند إلينا عملا نعمله ويطلب منا أن نؤديه بحزم, في مخافته, وعيننا خالصة لمجده. CCA 137.3
لا بد لكل إنسان, أمينا كان أم غير أمين, أن يقدم لله حسابا على نفسه هو, لا عن الآخرين. إن رؤية العيوب في المدعين الإيمان وإدانة مسلكهم لا يبرر أو يعوض خطأ واحدا فينا. ينبغي ألا نجعل الآخرين مقياسنا, وألا نلتمس العذر لأي شيء في مسلكنا لأن الآخرين ارتكبوا أخطاء. إن الله أعطانا ضميرا لأنفسنا. CCA 137.4
للشيطان عمل ليتمه ... إنه يمسك رجالا ونساء أنانيين غير مكرسين, ويقيمهم حراسا يرقبون خدام الله الأمناء ليرتابوا بكلماتهم وتصرفاتهم ودوافعهم, ويعيبوا توبيخاتهم وإنذاراتهم, ويتذمروا منها, ويخلق بواسطتهم الشبهات والحسد ويسعى لإضعاف شجاعة الأمناء, ليرضي غير المقدسين ويلاشي أعمال خدام الله. CCA 138.1
إذا كانت حياتنا مليئة بشذى رائحة مقدسة, وإذا كنا نكرم الله بالظن الحسن في الآخرين, ونعمل أعمالا صالحة لخيرهم فلا يهم عندئذ إن كنا نسكن كوخا أو قصرا. ليس للظروف من كبير شأن في اختبارات النفس, وإنما الروح التي نعززها هي التي تؤثر في كل تصرفاتنا. وليس بشقي من هو في سلام مع الله ومع إخوته بني البشر, فلا وجود للحسد في قلبه, ولا مكان للظنون الشريرة فيه, ولا يقدر البغض على المكث هناك, لأن القلب الذي هو في وفاق مع الله يسمو فوق مكدرات هذه الحياة ومصاعبها, أما القلب الخالي من سلام المسيح فهو غير سعيد, بل مفعم بعدم الرضا. صاحبه يرى عيوبا في كل شيء, ومن شأنه أن يدخل نغما ناشزا في أبدع الموسيقى السماوية. CCA 138.2
هلا تتجددون فعلا, ومن ثم تخرجون للعمل بروح تختلف كليا عن الروح التي عملتم بها في الماضي, مزحزحين العدو, ومحطمين كل حاجز في طريق تقدم الإنجيل, ومالئين القلوب بنور الرب وسلامه وفرحه ؟ أفلا ندفن الروح البائسة العيَّابة المتذمرة دفنا لا قيامة منه؟ ألا يصعد بخور الحمد والشكر من قلوب طهرها حضور المسيح وقدسها ومجدها ؟ CCA 138.3
حين تنهض بما خصص لك من عمل دون نزاع أو إنتقاد للآخرين فإن حرية ونورا وقوة ستواكب عملك, جاعلة للمؤسسات والمشاريع التي أنت مرتبط بها, قوة أدبية وتأثيرا طيبين. CCA 139.1
اذكر أنك لن تكون في مركز يتيح لك التفوق حين تكون مكدرا وحين تحمل عبء تقويم كل نفس تقترب منك. وإذا أنت استسلمت لتجربة انتقاد الآخرين بغية فضح اغلاطهم لهدم ما يعملون, فكن على يقين من أنك ستفشل في القيام بدورك بشرف ونجاح. CCA 139.2
سلسلة روح النبوة — الربع الأول — الدرس الثامن مأخوذة من كتاب ” ارشادات الكنيسة ” بقلم الأخت ألن هوايت طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 139.3