ينصح للكنيسة

48/303

الحسد والمعابة

يؤلمني أن أقول ان بين أعضاء الكنيسة ذوي ألسنة غير منضبطة. هناك ألسنة معوجة, تغتذي بالأذية. وهناك ألسنة مراوغة واشية. هنالك إغتياب وتطفل وقح, وتسقط بارع للأخبار. إن بين محبي القيل والقال بعض الذين يحركهم الفضول, وهناك آخرون تحركهم الغيرة, وكثيرون يحركهم البغض للذين استعملهم الله لتوبيخهم. هذه العوامل المتنافرة الهدامة تعمل كلها الآن. البعض يخفون شعورهم الحقيقي, بينما يتوق آخرون إلى إذاعة كل ما يعرفونه, أو يظنونه شرا للآخرين. CCA 130.3

رأيت أن روح الحلف باطلا التي تحول الحق إلى باطل والخير إلى شر, والبراءة إلى إجرام تعمل الآن. والشيطان يعتز إذ يرى حالة الذين يدعون أنفسهم شعب الله. وبينما يهمل كثيرون أنفسهم فيهم يترقبون بضوق فرصة لإنتقاد الآخرين والحكم عليهم. لكلٍ نقائصه, التي فيها تكتشف الغيرة, دون صعوبة, ما تفسره للضرر. ويقول هؤلاء الذين أقاموا أنفسهم قضاة : ” الآن لدينا حقائق سنبني عليها اتهاما لا سبيل لهم للتنصل منه. “ إنهم ينتظرون الفرصة المناسبة, وعندئذ يخرجون حصيلة قيلهم وقالهم, ويقدمون لقمهم السائغة. CCA 131.1

والذين يتمتعون بقوة خيال واسع إذ يسعون إلى تنفيذ فكرة ما, يتعرضون لخطر مخادعة أنفسهم والآخرين أيضا. إنهم يجمعون من الآخرين الأقوال غير المتحفظة دون أن يعتبروا أن الكلمات قد يتفوه بها بتسرع, فلا تكون بذلك معبرة عن الشعور الحقيقي للمتكلم بها. وإلى هذه الأقوال غير المتعمدة والتي هي غالبا زهيدة لا تستحق الملاحظة ينظرون بمنظار الشيطان المكبر ويتأملون فيها ويرددونها, جاعلين من الحبة قبة. CCA 131.2

هل من المحبة المسيحية أن تجمع كل خبر عابر وتكشف كل ما من شأنه أن يلقي الشك حول صفات شخص ما, وعندئذ تسر بإستخدامها لأذيته ؟ يعتز الشيطان حين يستطيع أن يجرح أحد أتباع المسيح أو يسيء إلى سمعته. إنه ” المشتكي على إخوتنا “ فهل يساعد المسيحيون في عمله ؟ CCA 131.3

إن عين الله الفاحصة كل شيء تلاحظ عيوب الجميع وشهواتهم المسيطرة عليهم, ومع ذلك يصبر الله على أخطائنا ويرثي لضعفنا. إنه يأمر شعبه أن يعززوا هذه الروح نفسها, روح الرقة والصبر. المسيحيون الحقيقيون لا يسرون بكشف أخطاء الاخرين وعيوبهم, بل يتحولون عن الدناءة والمعابة إلى الإهتمام بما هو جذاب وجميل. إن كل ما من شأنه العيب في الآخرين يؤلم المسيحي, وكذلك أيضا كل كلمة ذم أو إدانة. CCA 132.1