ينصح للكنيسة

47/303

صفات الحسود

يجب ألا نسمح لمربكاتنا ومفشلاتنا أن تنهش نفوسنا, وتجعلنا غضوبين فاقدي الصبر. لينزع من بيننا كل خصام وظن سوء وكلام سوء, لئلا نكدر الله. إن أنت, يا أخي, فتحت قلبك للحسد وظن السوء فالروح القدس لا يستطيع أن يساكنك. اطلب الملء الذي في المسيح, اعمل كما يعمل, واظهره في كل فكرة وكلمة وعمل. أنت محتاج إلى معمودية المحبة يوميا, المحبة التي جعلت الرسل في عهدهم بنفس واحدة. هذه المحبة تجلب الصحة للجسد والعقل والنفس, فأحط نفسك بجو يقوي حياتك الروحية. نِّم فيك الإيمان والرجاء والشجاعة والمحبة, وليملك سلام الله في قلبك. CCA 129.1

إن الحسد لا يعوج الخلق فحسب, بل يسقمه أيضا, بحيث يخل بجميع القوى. لقد بدأ الحسد في الشيطان, الذي إذ رغب في أن يكون الأول في السماء, ولم يقدر أن يظفر بكل ما رغب فيه من القوة والمجد تمرد على حكم الله. ثم حسد أبوينا الأولين وجربهما ليخطئا, وبذلك تسبب في تلفهما وتلف الجنس البشري بأجمعه. الإنسان الحسود يغمض عينيه عن رؤية صفات الآخرين الحسنة وأعمالهم النبيلة. وهو مستعد دائما أن يحرف ما هو ممتاز ويحط من قيمته. كثيرا ما يعترف الناس بأخطاء أخرى وينسونها, أما الرجاء بأن يعترف الحسود بحسده فقليل, لأن ذلك إعتراف منه بتفوق المحسود, الأمر الذي لا تسمح به الكبرياء. وإذا جرت محاولة لإقناع الحسود بخطيته إزداد مرارة ذد محسوده, وغالبا ما يبقى عادم الشفاء. CCA 129.2

الإنسان الحسود ينفث سمه حيثما ذهب, مفرقا الأصدقاء, ومهيجا الكراهية والتمرد على الله والإنسان. يسعى ليكون الأعظم والأفضل في اعتبار الآخرين ليس بقيامه بأعمال البطولة وإنكار الذات ليصل بنفسه إلى الهدف السامي, بل بالبقاء حيث هو, والحط من شأن ما استحقه الأخرون بمجهوداتهم. CCA 130.1

إن اللسان الذي يسر بالمضرة, واللسان الثرثار الذي يقول : أخبرني وسأخبر, يقول عنه الرسول يعقوب أنه يضرم من نار جهنم. إنه يوزع شرره في كل جهة. وماذا يهم المتاجر بالقيل والقال إن أساء إلى سمعة البريء ؟ إنه لن يوقف عمله الشرير حتى ولو حطم الرجاء والشجاعة في نفوس الذين يرزحون, فعلا, تحت أثقالهم. ولا هم له سوى الإنغماس في نزوعه الطبيعي إلى الفضيحة. حتى الذين يدعون أنفسهم مسيحيين يغمضون أعينهم عن كل ما هو طاهر ومخلص ونبيل وجميل, بينما يجمعون ويعززون كل ما هو مشكوك فيه ومكروه, ويذيعونه على العالم. CCA 130.2