ينصح للكنيسة

46/303

حسن الظن بالجميع

عندما نصغي لتعيير موجه إلى أخينا فنحن إنما نحمله عليه. فعلى السؤال : ” يا رب من ينزل في مسكنك. من يسكن في جبل قدسك “؟ أجاب صاحب المزامير : ” السالك بالكامل والعامل الحق والمتكلم بالصدق من قلبه. الذي لا يشي بلسانه شرا بصاحبه ولا يحمل تعييرا على قريبه ” ( مزمور 15 : 1 — 3 ). CCA 127.1

ما أكثر القيل والقال الذي يمكن أن يبطل لو تذكر كل إنسان أن الذي يتحدث إليه عن أخطاء الآخرين سيذيع بنفس الحرية أخطاءه هو في الفرصة المناسبة. يجب أن نسعى لنظن خيرا بجميع الناس, ولاسيما إخوتنا, إلى أن نضطر إلى التفكير خلافا لذلك. يجب ألا نصدق, في تسرع, أخبارا شريرة, فهي أحيانا كثيرة, وليدة الحدث أو سوء الفهم, وربما كان مبعثها المبالغة أو عدم إستكمال الحقائق. متى أعطى الحسد والشك مكانا انزرعا ممتدين كالأشواك. أما إذا ضل أخ ما, فعندئذ يجب أن تظهر اهتمامك الحقيقي به. اذهب إليه بلطف, صل معه ولأجله, ذاكرا الثمن غير المحدود الذي دفعه المسيح لفدائه وبذلك تخلص نفسا من الموت وتستر كثرة من الخطايا. CCA 127.2

إن التفاتة او كلمة أو حتى نغمة الصوت قد تكون محملة بالكذب فتنفذ في قلب إنسان ما, كسهم شائك, محدثة جرحا لا يشفي. وهكذا يجعل الشك أو العار يحوم حول شخص يريد الله أن يستخدمه لإتمام عمل صالح, فتنهار قوة تأثيره, وتزول فائدته. CCA 128.1

إذا جرح عضو من فصيلة ما من الحيوان وسقط, انقضت عليه جماعته فورا ومزقته اربا اربا. إن نفس هذه الروح القاسية يجيزها لأنفسهم رجال ونساء مدعوون مسيحيين مظهرين حماسة فريسية ليرجموا آخرين أقل منهم إثما. وهناك بعض الذين يشيرون إلى أخطاء الآخرين وسقطاتهم, ليحولوا إنتباه الناس عن أخطائهم هم, أو ليحب لهم فضل الغيرة العظيمة لله ولكنيسته. CCA 128.2

من الأفضل أن يقضى في الصلاة الوقت الذي يقضى في انتقاد دوافع خدام المسيح وأعمالهم. غالبا, لو عرف المنتقدون حقيقة الذين ينتقدون هم لكان رأيهم فيهم مختلفا. كم يكون أفضل لو أن كل إنسانو بدلا من أن ينتقد الآخرين ويدينهم, يقول : ” يجب أن أتمم خلاصي. وإذا عملت مع الرب الذي يريد خلاصي, فعلي أن أراقب نفسي بإجتهاد, وأنزع كل شر من حياتي, وأصبح خليقة جديدة في المسيح, وأتغلب على كل خطأ, وعندئذ, بدلا من أضعف الذين يجاهدون ضد الخطية أقويهم بكلمات مشجعة “. CCA 128.3