ينصح للكنيسة
أعظم شهاداتنا
إن مقاومة العالم لنا ليست هي أعظم خطر يتهددنا, بل إن الشر المعزز في قلوب الذين يدعون مسيحيين هو الذي يلحق بنا أفظع النكبات, ويعوق تقدم عمل الله. ليس سبيل لاضعاف تقوانا اثبت من الحسد والشك واحدنا في الآخر, والإنصراف إلى مذمة الآخرين والظن فيهم سوءا. ” ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي أرضية نفسانية شيطانية. لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر رديء. وأما الحكمة التي من فوق فهي أولا طاهرة ثم مسالمة عديمة الريب والرياء. وثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام ” ( يعقوب 3 : 15 — 18 ). الإنسجام أو الإتحاد بين الناس على إختلاف أمزجتهم هو أقوى شهادة بأن الله قد أرسل ابنه إلى العالم ليخلص الخطاة. إنه امتياز لنا أن تكون هذه شهادتنا, وإذا أردنا ذلك فعلنا أن نضع أنفسنا رهن أمر المسيح, إذ يجب أن تصاغ صفاتهم لتنسجم مع صفاته, وإن تخضع إرادتنا لإرادته, وعندئذ سنعمل معا دون أي ميل للتصادم. CCA 113.1
إن الإختلاف الصغير إذا أطلنا التفكير فيها حملتنا على إتيان أعمال تقضي على ما لنا من الشركة المسيحية. فلا نسمحن بذلك للعدو أن يستغلنا, بل لنداوم على الإقتراب من الله ومن بعضنا بعضا, وعندئذ نكون مثل أشجار بر غرسها الرب, وسقاها نهر الحياة. وكم سنكون مثمرين عندئذ ! ألم يقل المسيح : ” بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير ؟ “ ( يوحنا 15 : 8 ). CCA 113.2
حين يؤمن شعب الله بصلاة المسيح إيمانا كليا ويطبقون تعليماتها في حياتهم اليومية تظهر وحدانية العمل بين صفوفنا, فيرتبط الأخ مع أخيه, بربط محبة المسيح الذهبية. إن روح الله وحده يستطيع أن يحقق هذه الوحدة. والرب الذي قدس نفسه يدقر أن يقدس تلاميذه الذين إذ يتحدون مع بعضهم بعضا في الإيمان الأقدس. وحين نسعى لهذا الإتحاد كما يريدنا الله أن نسعى نظفر به. CCA 114.1
إن وفرة عدد المؤسسات أو الأبنية الضخمة والمظاهر الخارجية ليست هي ما يطلبه الله, وإنما هو العمل المنسجم الذي يقوم به شعب خاص مختار من الله, عزيز ومتحد بعضه مع بعض, مستترة حياته مع المسيح في الله. على كل إنسان أن يقف في المكان المعين له, باذلا تأثيرا صالحا في الفكر والقول والعمل. ومتى قام جميع خدام الله بهذا العمل, عندئذ, وعندئذ فقط, يكون الله وحدة كاملة متماسكة. CCA 114.2
يطلب الرب رجالا ذوي إيمان خالص وعقول راجحة يميزون بين الحق والباطل. ينبغي لكل فرد أن يكون متيقظا, وأن يبحث في الدروس المعطاة في الإصحاح السابع من انجيل يوحنا, ويعمل بها, ويحتفظ بإيمان حي بالحق الذي للزمن الحاضر. نحتاج إلى قوة ضبط النفس التي تمكننا من جعل عاداتنا منسجمة مع صلاة المسيح. CCA 114.3
يتوق قلب المخلص أن يرى أتباعه يتممون قصد الله بكل علوه وعمقه, ويكونون واحدا فيه, رغم انتشارهم في العالم أجمع. أما الله فلا يقدر أن يوحدهم في المسيح ما لم يكونوا راغبين في التخلي عن طرقهم لأجل طرقه. CCA 115.1