ينصح للكنيسة
كيف يقبل التوبيخ
ينبغي للذين يوبخهم روح الله ألا يقفوا ضد الواسطة المتواضعة. فالذي تكلم ليخلصهم من الخطية هو الله, لا إنسان بشر منحرف. ليس مما يسر الطبيعة البشرية أن تتقبل التوبيخ, ولا يمكن قلب الإنسان غير المستنير بروح الله أن يدرك ضرورة التوبيخ أو البركة التي رسم أن تنتج عنه. فالإنسان إذ يستسلم للتجربة وينغمس في الخطية يظلم عقله, ويفسد إحساسه الأدبي, ويستخف بإنذارات الضمير, ويمسي صوت هذا الضمير أقل وضوحا لسمعه. ثم إنه يفقد, تدريجيا المقدرة على التمييز بين الصواب والخطأ, حتى لا يعود يعرف موقفه أمام الله. قد يحفظ شعائر الدين ويحافظ بغيرة على مبادئه, بينما يكون مفتقرا إلى روحه. حالته هي تلك التي يصفها الشاهد الصادق بقوله : ” تقول إلى أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء ولست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان “ حين يعلن له روح الله برسالة إنذار أن هذه هي حالة فهو لا يقدر أن يرى صحة الرسالة, فهو له إذ ذاك أن رفض الإنذار ؟ كلا. CCA 620.1
لقد أعطى الله الدليل الكافي حتى أن في استطاعة الكل, إن هم أرادوا, أن يتحققوا طبيعة الشهادات, وإذ يسلمون بأنها من الله فإن الواجب يقتضيهم أن يقبلوا التوبيخ حتى لو لم يروا هم أنفسهم خطأ مسلكيهم. لو أنهم أدركوا حالتهم إدراكا تاما فما حاجتهم إلى التوبيخ ؟ ولكن لأنهم لا يعرفونها, فالله يبسطها أمامهم لكي يتوبوا ويصلحوا ذواتهم قبل فوات الأوان. لأن الذين يحتقرون الإنذارات سيتركون في غباوتهم ليصبحوا خادعين نفوسهم. أما الذين يستجيبون لها, وبغيرة ينصرفون إلى هجرخطاياهم حتى يحرزوا الفضائل اللازمة فهم إنما يفتحون باب قلوبهم ليدخلها المخلص العزيز ويسكن فيها. إن أكثر الناس إلتصاقا بالله هم الذين يعرفون صوته حين يخاطبهم. فالروحانيون يفهمون الروحيات, وهؤلاء يفرحون بأن الرب يبين أخطائهم. CCA 621.1
تعلم داود الحكمة من معاملات الله له, وانحنى متواضعا تحت تأديب العلي. فالصورة الأمينة لحالته الحقيقية التي أوضحها النبي ناثان عرفته بخطاياه وأعانته على تركها. لقد قبل المشورة بوداعة, وأذل نفسه أمام الله. قال ” ناموس الرب كامل يرد النفس “ ( مزمور 19 : 7 ). CCA 621.2
” إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم ... لا بنون “ ( عبرانيين 12 : 8 ). قال ربنا : ” اني كل من CCA 621.3
أحبه اوبخه وأؤدبه “ ( رؤيا 3 : 19 ). ” كل تأديب في الحاضر لا يرى أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام “ ( عبرانيين 12 : 11 ). إن التهذيب لئن كان مرا فقد رسمته محبة أب حانية ” لكي نشترك في قداسته “ CCA 622.1
سلسلة روح النبوة — الربع الرابع, 1961 — الدرس الرابع مأخوذة من كتاب ” ارشادات للكنيسة ” بقلم : الأخت ألن هوايت .طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 623.1