ينصح للكنيسة
الإيمان بالله وبكلمته
الإيمان بالله ذاتي
سنجد في يوم الحساب الأخير أن الله كان يعرف كل واحد بإسمه, إذ هناك شاهد غير منظور على كل عمل في الحياة, يقول ” الماشي في وسط السبع المنابر الذهبية, أنا عارف أعمالك “ ( رؤيا 2 : 1 و 2 ). إنه يعرف عظم الفرص المهملة, وحرارة مجهودات الراعي الصالح التي لا تكل, بحثا عن التائهين في الطرق الملتوية ليعيدهم إلى طريق الأمان والسلام. لقد دعى الرب محبي الملذات مرات عديدة. مرارا وتكرار أشرق بنور كلمته عبر مسالكهم, حتى يروا الخطر المحدق بهم وينجوا. أما هم فقد تابعوا سيرهم في الطريق الواسع, هازلين ومازحين إلى أن انتهى زمن النعمة بالنسبة لهم. إن طرق الله عادلة ومنصفة, ومتى صدر الحكم على الذين وجدوا عندئذ يستد كل فم. CCA 625.1
إن القوة الجبارة التي تعمل في الطبيعة كلها, وبها تقوم كل الأشياء, ليست كما يصورها بعض العلماء — مجرد نظرية الشمول أوالقوة المحركة في الطبيعة. الله روح, ومع ذلك فهو كائن له ذات لأن الإنسان قد صنع على صورته. CCA 625.2
إن أعمال الله في الطبيعة ليست الله نفسها فيها. الأمور الطبيعية هي تعبير عن صفات الله, إذ أننا بواسطتها ندرك محبته وقوته ومجده, ولكن يجب ألا نعتبر أن الطبيعة هي الله. إن مهارة الإنسان الفنية تنتج مصنوعات جميلة للغاية تبهج العين وتعطينا فكرة عن مخططها وصانعها, ولكن تلك الأشياء المصنوعة ليست الإنسان نفسه. لذلك, ليس العمل, بل العالم هو الذي يستحق الإكرام. وهكذا بينما تعبر الطبيعة عن أفكار الله فالحقيق بالتعظيم ليس هو الطبيعة بل إله الطبيعة. CCA 625.3
لقد ظهر في خلق الإنسان عمل إله ذاتي. عندما صنع الله الإنسان على صورته كان شكله كاملا بكل تكوينه, ولكن بدون حياة ثم نفخ إله ذات قائم بذاته نسمة حياة في ذلك الشكل فصار الإنسان كائنا حيا متنفسا عاقلا. وبدأت جميع أعضاء الجسم البشري في العمل. القلب والشرايين والأوردة واللسان واليدان والرجلان والحواس ومدارك العقل جميعها بدأت عملها ووضعت تحت نظام. فصار الإنسان نفسا حية. خلق الله الإنسان بيسوع المسيح, ومنحه حكمة وقوة. CCA 626.1
لم تختف عنه عظامنا حينما صنعنا في الخفاء. رأت عيناه أعضاءنا, حين لم تكن كاملة, وفي سفره كلها كتبت إذ لم يكن واحد منها. CCA 626.2
لقد رسم الله أن يكون الإنسان الذي يمتاز على جميع الكائنات الدنيا, وهو تاج خليقته, معبرا عن أفكار الله تعالى معلنا مجده, ولكن ليس للإنسان أن يعظم نفسه كالله. CCA 626.3
إن الله ككائن ذاتي قد أظهر مفسه في ابنه. فيسوع بهاء مجد الآب ” ورسم جوهره “ ( عبرانيين 1 : 3 ). وجد على الأرض في الهيئة كإنسان. لقد جاء إلى العالم مخلصا ذاتيا. وكمخلص ذاتي أيضا صعد إلى العلاء, وكمخلص ذاتي يقدم الشفاعة في ديار السماء وهو في السماء أمام عرش الله ” شبه ابن إنسان “ ( رؤيا 1 : 13 ) يخدم من أجلنا. CCA 626.4
إن المسيح, الذي هو نور العالم, ستر بهاء لاهوته الباهر, وجاء ليعيش بين الناس كإنسان, لكي يتعرفوا بخالقهم دون أن يصعقوا. لم ينظر أحد الله قط إلا كما أعلن في المسيح. CCA 627.1
جاء المسيح ليعلم البشر ما يريدهم الله ان يعرفوه. إننا ننظر عمل الله في السموات فوقنا وفي الأرض وفي مياه المحيط الواسع. إن جميع المخلوقات تشهد لقوته وحكمته ومحبته, أما ذات الله كما استعلن في المسيح فلا يمكننا أن نعرفه من النجوم أو المحيطات أو الشلالات. CCA 627.2
رأي الله أن تصوير ذاته وصفاته يتطلب اعلانا أوضح من إعلان الطبيعة, لذلك أرسل ابنه إلى العالم ليعلن طبيعة الله الغير المنظور وسجاياه بالقدر الذي يستطيع نظر البشر احتماله. CCA 627.3
لو أراد الله أن يصور كان يسكن, ذاتيا, في الأشياء الطبيعية, كالزهرة والشجرة وورقة العشب, أما كان المسيح ذكر ذلك لتلاميذه حين كان على الأرض ؟ ولكن لم يذكر الله في تعليم المسيح هكذا إطلاقا, بل أن المسيح وتلاميذه أوضوحوا صحة وجود إله ذاتي. CCA 627.4
لقد أعلن المسيح عن الله كل ما كان في استطاعته الشر الخطاة أن يتحملوا إعلانه دون أن يهلكوا. إنه المعلم الإلهي وواهب النور, فلو رأى أننا بحاجة إلى إعلانات غير التي أعلنها في المسيح وفي كلمته لفعل. CCA 628.1