ينصح للكنيسة
المؤمن أفضل في العمل
الإنسان الأمين بحسب مقياس المسيح هو الذي يظهر نقاوة لا تعرف الموارية. إن الأوزان الخادعة وموازين الغش التي بها يسعى كثيرون لإنجاح مصالحهم في العالم هي مكرهة في نظر الله, ومع ذلك كثيرون ممن يدعون أنهم يحفظون وصايا الله يستعملون أوزانا كاذبة وموازين غاشة. متى كان الإنسان على إتصال بالله فعلا ويحفظ شريعته حقا, يظهر ذلك في حياته, لأن أعماله تنسجم كلها مع تعاليم المسيح, فهو لا يبيع شرفه في سبيل المكسب. مبادئه قائمة على أساس ثابت, وتصرفاته في الأمور العالمية هي صورة عن مبادئه. الإستقامة الثابتة تلمع كالذهب بين خبث العالم ونفايته. CCA 66.2
إن الغش والباطل وعدم الأمانة قد تموه وتخفى عن أعين الناس, ولكن ليس عن عيني الرب. إن ملائكة الله الذين يراقبون نمو الصفات ويزنون القيم الأدبية يدونون في سجلات السماء هذه المعاملات الصغرى التي تعلن الخلق. إذا كان إنسان ما غير امين في أشغاله اليومية في الحياة, ومهملا عمله فالعالم لا يخطيء التقدير, إذا قاس مستواه الديني على مستواه العملي. CCA 67.1
إن إيمان المسيحي الحقيقي بقرب مجيء ابن الإنسان في سحب السماء لا يجعله يغفل ويهمل أشغاله العادية في الحياة. والذين ينتظرون مجيء ابن الإنسان وشيكا لا بإستهتار وعدم أمانة, بل بإخلاص ونظام ودقة. أما الذين يتملقون أنفسهم بأن عدم الإكتراث لأمور هذه الحياة دليل على تقواهم وعلى إنفصالهم عن العالم فإنما هم مخدوعون إلى حد كبير. لأن صدقهم وأمانتهم واستقامتهم تمتحن جميعا وتختبر في الأمور الزمنية, فإذا كانوا أمناء في القليل فهم أمناء في الكثير. CCA 67.2
لقد أظهر لي أن في هذا سيفشل كثيرون في الإمتحان. فهم ينمون صفاتهم الحقيقية بتدبيرهم المصالح الزمنية. يظهرون في معاملتهم لإخوتهم البشر عدم أمانة واحتيالا وغشا. لا يحسبون أن حقهم في الحصول على الحياة المستقبلة الخالدة يتوقف على كيفية تصرفهم في أمور هذه الحياة, وأن الإستقامة المدققة لا غنى عنها في تكوين الصفات البارة. إن عدم الأمانة ... هو سبب فتور كثيرين ممن يدعون الإيمان بالحق, فهم ليسوا مرتبطين بالمسيح, بل يخدعون ذواتهم. إنه ليؤلمني أن أصرح بان هناك افتقارا مخيفا إلى الأمانة حتى بين السبتيين. CCA 67.3