ينصح للكنيسة
النقاوة
أهمية النظافة
إذا أردنا الإستمتاع بصحة جيدة فليكن لنا دم جيد, إذ أن الدم تيار الحياة, يغدو الجسم, ويعوض المستهلك الداتر من انسجته, وهو إذا تزود بالعناصر الغذائية اللازمة وتنقي وانتعش عن طريق اتصاله بالهواء النقي سرى في البدن حاملا إلى أجهزته وعافيته, وإن مدى نجاحه في أداء وظيفته هذه لمرهون بما تبلغه دورته من كمال. CCA 531.1
إن استعمال الماء خارجيا ( الإستحمام ) هو من أسهل وأفضل الطرق لتنظيم الدورة الدموية, ويعتبر الحمام البارد أو المعتدل البرودة مقويا ممتازا. والحمامات الدافئة تفتح مسامات الجسم, وتساعد بذلك على طرد الأوساخ. وسواء كانت الحمامات دافئة أو فاترة فهي تهديء الأعصاب وتنظم دورة الدم. CCA 531.2
والرياضة البدنية تنشط الدورة الدموية وتنظمها, أما في الكسل والتراخي فلا يجري الدم بغنطلاق, ولا تحدث فيه تلك التغييرات التي هي ضرورية جدا للحياة والصحة, والجلد أيضا يمسي عادم النشاط. والقاذورات لا تطرد من الجسم كما يمكن أن تطرد في خال انتعاش الدورة الدموية بالرياضة البدنية الناشطة, وحفظ الجلد صحيحا, وإمداد الرئتين بالوافر من الهواء النفي المنعش. CCA 531.3
ينبغي أن تطلق للرئتين الحرية الكاملة للعمل, لأن ذلك يزيدها اتساعا ونشاطا, أما تقييد حريتهما بأي شكل كان فينتهي بهما إلى الضمور والضعف, ومن هنا كانت التأثيرات السيئة الناشئة من العادة الخاطئة المألوفة في التنفس, ولاسيما في المهن التي تتطلب الجلوس والإنحناء في أثناء العمل, مما لا يسمح اطلاقا بالتنفس تنفسا عميقا, وسرعان ما تكون عادة التنفس السطحي, وتفقد الرئتان وقدرتهما على التمدد والإتساع. CCA 532.1
وإذ ذاك, يصبح ما تستقبله الرئتان من الأوكسجين غير واف بالحاجة, فيبطؤ سريان الدم, ويفقد الدم صفاءه ونقاءه بفعل ما يحتشد فيه من فضالات سامة كان ينبغي أن تقذفها الرئتان خارجا بالزفير. وهذا التأثير الضار لا يقتصر على الرئتين, بل يتجاوزهما إلى المعدة والكبد والدماغ, فتصفر البشرة ويسوء الهضم ويهبط القلب ويظلم العقل وتتشوش الأفكار وتتسلط الكآبة على الروح وينحط الجهاز البدني كله ويعتريه الوهن ويفقد نشاطه, حتى يمسي نهبا لمختلف الأمراض. CCA 532.2
وحيث أن الرئتين تعملان بصورة دائبة على قذف السموم خاج الجسم, فهما لذلك تحتاجان إلى أن تزودا بالهواء النقي بصورة دائبة كذلك. أما الهواء الفاسد فلا يمدهما بما تحتاجان إليه من الأوكسجين, مما يترك الدم المتوارد إلى الدماغ وإلى ما سواه من أعضاء الجسم ملوثا لم تتم تنقيته, ومن هنا كانت الحاجة إلى تجديد الهواء بصورة دائمة وعلى الوجه الأكمل. أما السكنى في بيت لم تستكمل شروط تهويته, حيث أن الهواء الراكد النتن فتضعف الجهاز البدني كله, ويغدو المرء عرضة للإصابة بالرشوحات بنوع خاص, وفريسة سهلة للمرض. وإن ما يجعل العديد من النساء هزيلات الجسم شاحبات اللون هو حبسهن أنفسهن داخل بيوتهن طيلة الوقت, حيث يستنشقن ما يزفرنه من الهواء مرارا وتكرار, حتى يغدو هواء البيت مشحونا بما تقذفه الرئتان والمسام من سموم الجسم التي لا تلبث أن تعود إلى الإختلاط بالدم مجددا. CCA 532.3
كثيرون يعانون المرض لأنهم يحولون دون دخول الهواء النقي إلى غرف نومهم ليلا, مع أن الهواء الطلق النقي من أغنى ما يمكننا التمتع به من بركات. CCA 533.1
النظافة التامة لازمة لصحة الجسم والعقل جميعا, إذ أن الجسم لا ينفك ينفث الفضلات عن طريق الجلد, فإذا كنا لا نحفظ الجلد نظيفا بالإستحمام المتكرر انسدت ملايين المسامات الموجودة فيه, وحال انسدادها دون تصريف الفضلات التي تبقى عندئذ عالة وثقلا اضافيا على الأعضاء الأخرى الطاردة للسموم. CCA 533.2
وأغلب الناس يستفيدون من أخذ حمام فاتر أو معتدل البرودة يوميا, صبحا أو مساء, إذ أن أخذ حمام بطريقة مناسبة يقوى المناعة ضد الزكام, وينشط الدورة الدموية, ويزيد من توارد الدم إلى أجزاء الجسم السطحية, ومن انتظام وسهولة سريانه, ويشيع القوة والنشاط في العقل والجسم كليهما, ويكسب العضلات مرونة وصلابة, كما يجلو الذاكرة, ويهديء الأعصاب, ويعين المعدة والأمعاء والكبد, إذ يمدها جميعها بالحيوية وينشط عملية الهضم. CCA 533.3
ومن المهم أيضا أن تحفظ الملابس نظيفة, فهي تمتص ما يقذف الجسم من فضالات عن طريق مسامات الجلد, مما يقتضي ابدالها وغسلها على الدوام, وإلا عاد الجسم فامتص ما عليها من أقذار. CCA 534.1
كل شكل من أشكال القذارة يجر إلى المرض, والجراثيم المميتة تكثر في الزوايا المظلمة المهملة والنفايات الفاسدة, وفي الرطوبة والعفونة, فالخضروات التالفة وأكوام أوراق الأشجار المتساقطة ينبغي ألا تترك قرب المنازل لتفسد وتسمم الهواء. وينبغي ألا يترك داخل المنزل أي شيء قذر أو فاسد. CCA 534.2
النظافة التامة ونور الشمس الوافر والإهتمام المدقق بحفظ الصحة في كل ناحية من نواحي الحياة البيتية, ضرورية كلها لتفادي المرض وإشاعة البهجة والنشاط في ساكني البيت. CCA 534.3
علموا الصغار أن الله لا يرضيه أن يراهم بأجسام غير نظيفة وملابس ممزقة مشوشة. إن إرتداء ملابس مرتبة ونظيفة هي إحدى الطرق لحفظ الأفكار نقية حلوة. والملابس ” التحتانية “ الملامسة للجلد يجب أن تكون نظيفة بنوع خاص. CCA 534.4
والحق لا يضع قدميه في مسلك للقذارة أو النجاسة. وإن ذاك الذي كان هكذا مدققا مع بني إسرائيل في وجوب مراعاتهم عادات النظافة لن يجيز أي نجاسة في بيوت شعبه اليوم. إن الله لا يرضى عن عدم النظافة من أي نوع كانت . CCA 535.1
إن الزوايا الوسخة المهملة في المنازل تؤول إلى إحداث زوايا وسخة مهملة في النفس. CCA 535.2
السماء نقية ومقدسة,وجميع الذين يدخلون من أبواب مدينة الله يجب أن يتسربلوا هنا بسربال الطهارة داخليا وخارجيا. CCA 535.3