ينصح للكنيسة

193/303

الإنتظام في الأكل

بعد تناول الوجبة من الطعام ينبغي السماح للمعدة بالراحة مدة خمس ساعات, ثم ينبغي ألا تدخل المعدة ولو ذرة صغيرة من الطعام, حتى الوجبة التالية, ففي هذه الفترة تؤدي المعدة عملها وتكون في حالة تمكنها من استقبال المزيد من الطعام. CCA 478.3

ينبغي أن يراعي الإنتظام في الأكل, بإعتناء. فلا يؤكل شيء بين الوجبات, لا حلوى, ولا مكسرات, ولا فواكه, ولا طعام من أي نوع, لأن عدم الإنتظام في الأكل يقضي على صحة أجهزة الهضم ونشاطها, مما يفضي إلى فقدان الصحة والبهجة, وحين يجلس الأولاد إلى المائدة لا يستلذون الأكل الصحي, بل تشتهي نفوسهم ما يضرهم من الطعام. CCA 479.1

عندما نضطجع لنستريح ينبغي أن تكون المعدة قد أكملت عملها, حتى يمكنها هي وأعضاء الجسم الأخرى أن تنعم بالراحة. وأن تناول العشاء في وقت متأخر يضر, بنوع خاص, من اعتادوا الجلوس مددا طويلة. CCA 479.2

وفي حالات كثيرة فإن الإعياء الذي يدفع النفس إلى اشتهاء الطعام سببه أن أجهزة الهضم قد أبهظت بشدة في أثناء النهار, وهي التي تحتاج إلى الراحة بعد تخلصها من كل وجبة. ينبغي أن تنقضي خمس أو ست ساعات بين الوجبة والوجبة, وأكثر الذين يجربون هذه الطريقة يجدون أن وجبتين في اليوم أفضل من ثلاث. CCA 479.3

إن تناول وجبتين من الطعام في اليوم هو, غالبا, مفيد للصحة, غير أنه في بعض الأحوال يحتاج الأشخاص إلى وجبة ثالثة, وينبغي أن تكون هذه الوجبة, إذا أخذت, خفيفة للغاية ومما يسهل هضمه من الطعام. CCA 479.4

أم التلاميذ الذين يجهدون أجسامهم وعقولهم بالعمل, فيجب إلى حد بعيد, ألا يطلب منهم الإمتناع عن تناول الوجبة الثالثة. فليتناول التلاميذ وجبة ثالثة معدة بلا خضر, بل لتكن طعاما بسيطا مغذيا, كالفاكهة والخبز. CCA 480.1

ينبغي عدم تناول الطعام حارا جدا ولا باردا جدا, فإذا كان الطعام باردا انصرفت القوى الحيوية في المعدة إلى تدفئته قبل أن تبدأ في الهضم, والشراب البارد مضر للسبب نفسه, بينما الإكثار من الشراب الحار يضعف ويوهن. والواقع أنه كلما إزداد تناول السوائل مع الوجبات ازدادات الصعوبة في هضم الطعام, إذ لا بد من امتصاص السوائل قبل أن يبدأ الهضم. لا تكثر من تناول الملح, واجتنبت استعمال المخللات والأطعمة المطيبة بالبهارات. أكثر من أكل الفاكهة تزل إلى حد كبير, الأسباب الداعية إلى هذا الشرب الكثير في وقت تناول الوجبة. ينبغي أن يؤكل ببطء وأن يمضغ مضغا تاما, فهذا ضروري لإمتزاج اللعاب بالطعام كما يلزم, ولاستدرار العصارات الهاضمة لتعمل عملها. CCA 480.2

في الإصلاح الصحي الخاص بالطعام كثير من الذوق السليم. إنه موضوع ينبغي التوسع والتعميق في دراسته, وليس لأحد أن ينتقد الآخرين لأن تصرفهم ليس في كل الأشياء منسجما مع تصرفه هو, إذ يستحيل أن تضع قانونا ثابتا لتنظيم عادات كل إنسان, ولا ينبغي أن يجعل أحد نفسه مقياسا للجميع, فليس الجميع يستطيعون أكل الأشياء نفسها, إذ أن الأطعمة التي هي صالحة ومستساغة لشخص ما قد تكون مستقبحة عند شخص آخر, بل مضرة له. البعض لا يستطيعون تناول الحليب, بينما ينجح عليه آخرون. منهم من لا يقدرون على هضم الحمص أو الفول, بينما يستفيد منه غيرهم. بعضهم يجدون في مستحضرات الحبوب غير المصقولة طعاما جيدا, بينما لا يقدر آخرون غيرهم على إستعماله. CCA 480.3

يجب المبادرة إلى الإصلاح حيثما انغمس الناس في عادات الأكل الخاطئة. إذا تسبب انتهاك المعدة في التخمة فينبغي بذل الجهود بإعتناء لإستنقاذ ما تبقى من نشاط القوى الحيوية بإزالة كل عبء مبهظ. قد لا تشفى المعدة كليا تماما بعدما انتهكت لمدة طويلة, غير أن اتباع نظام لائق للأكل كفيل بتجنيب المرء المزيد من الضعف, وكثيرون يشفون شفاء كاملا أو جزئيا. CCA 481.1

الرجال الأشداء الذين يزاولون أعمالا جسمانية ناشطة ليس عليهم أن يدققوا في كمية أو نوعية طعامهم كالذين ليس عليهم أن يدققوا في كمية أو نوعية طعامهم كالذين من عاداتهم الجلوس طويلا, ولكن حتى هؤلاء يمكنهم ان يتمتعوا بصحة أفضل أن هم مارسوا ضبط النفس في الأكل والشرب. CCA 481.2

يرغب البعض في أن توضع قاعدة محكمة لأكلهم, غير أنه ليس بإمكان شخص ما أن يضع قاعدة محكمة لأخر, بل ينبغي لكل واحد أن يستعمل عقله ويضبط نفسه ويتصرف مدفوعا بالمبدأ. CCA 481.3

وينبغي أن يكون الإصلاح فيما يتعلق بالأكل إصلاحا تقدميا. وإذ يزداد المرض في الحيواناتيغدوا استعمال الحليب والبيض غير مأمون أكثر فأكثر, وينبغي أن يصار إلى الإستعاضة عنهما بأطعمة أخرى صحية وقليلة الثمن, كما ينبغي تعليم الناس في كل مكان كيف يطبخون بدون حليب أو بيض كلما أمكنهم ذلك, ويكون طعامهم مع ذلك مغذيا وسائغ الطعم. CCA 482.1

ليس في إهمال الجسم وإساءة معاملته إكرام الله, بل تعجيز للجسم عن خدمته تعالى. أما العناية بالجسم بتزويده بالطعام الشهي المقوي فهي من واجبات رب البيت الأولية. أفضل جدا أن تقلل من الإنفاق على الملابس وأثاث البيت من أن تختصر مؤونة الطعام. CCA 482.2

بعض أرباب العائلات يختصرون العائلة في سبيل أن يقدموا للزائرين ما غلا ثمنه. ليس هذا من الحكمة, إذ ينبغي أن تراعى في تضييف الزائرين بساطة أعظم, أما حاجات الأسرة فلتحض بالإهمال الأول. CCA 482.3

التوفير غير الحكيم, والعادات المصطنعة, تحول أحيانا كثيرة دون ممارسة الضيافة حين تدعو إليها الحاجة وحيث تكون ممارسة الضيافة حين تدعو إليها الحاجة وحيث تكون ممارستها بركة. ينبغي أن يكون التموين المنظم للبيت بشكل يتيح استقبال الضيف غير المنتظر دون التثقيل على ربة البيت بالقيام بتحضير إضافي. CCA 482.4

خذ طعامك بعين الإعتبار جيدا, ادرس نتائج ما تأكل. نم فيك ضبط النفس, واخضع الشاهية لضابط العقل. لا تنتهك المعدة بإبهاظها بالأكل, ولكن لا تحرم نفسك مما تتطلبه صحتك من الطعام المغذي الشهي. CCA 483.1

والذين يفهمون قوانين الصحة ويقادون بالمبدأ, هؤلاء ينبذون التطرف, ينبذون الإفراط والتفريط, ويختارون طعامهم, لا لمجرد إرضاء الشاهية, بل لبناء الجسم. يسعون للإحتفاظ بكل طاقة في أحسن حالة لأجل الخدمة الأسمى لله والإنسان. يخضعون الشاهية لحكم العقل والضمير, ويكافأون بإحراز صحة الجسم والعقل جميعا. ولئن كانوا لا يفرضون أراءهم على الآخرين بشكل مكدر, فإن مثالهم هو شهادة طيبة للمباديء القويمة, وتأثيرهم الخير وسيع المجال. CCA 483.2

ينبغي ألا نعد للسبت زادا كثيرا أو أنواعا مختلفة من الطعام تزيد عما نعده للأيام الأخرى, بل علينا, بدلا من ذلك, أن نجهز طعاما أبسط, وأن نأكل أقل, حتى يكون العقل صافيا وناشطا لفهم الروحيات. CCA 483.3

ينبغي إجتناب الطهو في يوم السبت, على أنه ليس ضروريا أن يؤكل الطعام باردا, بل ينبغي لنا, إذا كان الجو باردا, أن نسنخن ما قد أعد في اليوم السابق من الطعام, ولتكن الوجبات, على بساطتها, لذيذة الطعم جذابة. ويحسن بالعائلات التي تضم أولادا أن تعد للسبت طعاما يعتبر خاصا ومبهجا, مما لا تتناوله العائلة كل يوم. CCA 483.4