ينصح للكنيسة
ضبط الشاهية والإنفعالات
من بين أقوى التجارب التي لا معدى للإنسان عن مواجهتها هو ما يتعلق بالشاهية. ان بين العقل والجسم علاقة تدعو إلى الدهشة والعجب. كلاهما يتجاوب مع الآخر, فأول ما ينبغي أن ندرسه من أمر حياتنا أن نحفظ الجسم صحيحا, تمكينا له من إنماء قوته, حتى يمكن كل جزء من هذا الجهاز الحي أن يعمل بإنسجام مع غيره. أما إهمال الجسم فهو إهمال للعقل ولا يمكن أن يتمجد الله في أن يكون لأولاده أجسام معلولة أو عقول قصيرة, وإن الإنغماس في الأكل على حساب الصحة هو إنتهاك شرير للحواس, والذين ينصرفون إلى أي لون من عدم الإعتدال, سواء في الأكل أو الشرب, يبددون نشاطهم الجسمي, ويضعفون قوتهم الروحية, وسينالهم العقاب الذي يأتي في أعقاب تعديهم النواميس الطبيعية. CCA 484.1
كثيرون يقعدهم إفراطهم في الأكل وإنهماكهم في الأهواء الشهوانية عن العمل العقلي والجسمي وكليهما, تتقوى فيهم النزعة الحيوانية, بينما يتعرى الضعف طبيعتهم الأدبية والروحية. حين نقف حول العرش العظيم الأبيض, فيما للسجل الذي سينكشف عندئذ عن حياة الكثيرين. سيرون إذ ذاك ما كان بإستطاعتهم أن يفعلوه لو لم يفسدوا ما أعطاهم الله من قوى, وسيدركون العظمة العقلية التي كان بإمكانهم أن يبلغوها لو أنهم وقفوا لله كل ما ائتمنهم عليه من القوى الجسمية والعقلية. وفي عذاب من تبكيت ضمائرهم سيتمنون لو عادت إليهم حياتهم ليحيوها مجددا. CCA 484.2
كل مسيحي حقيقي يضبط, حتما, شاهيته وشهواته, فما لم يكن حرا من نير الشاهية وعبوديتها فهو لا يقدر أن يكون للمسيح خادما حقيقيا مطيعا. إن الإنغماس في الشاهية والشهوة هو الذي يبطل مفعول الحق في القلب, إذ يستحيل على روح الحق وقوته أن يقدسا الإنسان, نفسا وجسدا وروحا, حين يكون منقادا للشاهية والشهوة. CCA 485.1
إن مبلغ ما احتمله المسيح من الصوم في البرية كان ليعلمنا ضرورة الإعتدال وإنكار الذات. وهذا الأمر يجب أن يبدأ على موائدنا, وأن ينفذ بدقة في كل شأن من شؤون الحياة. لقد جاء فادي العالم إلى الأرض من السماء ليعين الإنسان في ضعفه, حتى, بالقوة التي جاء يسوع ليهبه أياها, يتقوى ليقهر الشاهية والشهوة, ويحرز الغلبة في كل أمر. CCA 485.2
سلسلة روح النبوة — الربع الثالث, 1961 — الدرس السابع مأخوذة من كتاب ” ارشادات للكنيسة “ بقلم : الأخت ألن هوايت .طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 486.1