ينصح للكنيسة
واجب التلميذ محو مدرسته
إن التلاميذ الذين يدعون المحبة لله والطاعة للحق ينبغي أن يكون لهم من ضبط النفس وقوة المبدأ الديني ما يمكنهم من الصمود وسط التجارب, وأن يشهدوا للمسيح في الكلية, أو في مكان سكنهم, او حيثما وجدوا, فالديانة يجب ألا تلبس كرداء في بيت الله, بل يجب أن يكون المبدأ الديني هو الطابع المميز للحياة بجملتها. CCA 451.1
أولئك الذين ينهلون من ينبوع الحياة لا يتشوقون, شأن أهل العالم, إلى المسرات وإلى تلون الحياة, بل يتجلى في سلوكهم وصفاتهم الإطمئنان والسلام والسعادة التي وجدوها في المسيح بطرحهم عند قدميه, يوميا, أثقالهم ومربكاتهم, ويظهرون أن سبيل الطاعة والواجب يفضي إلى الرضا, بل الفرح, وسيشيعون في زملائهم الطلاب من التأثير ما يبدو ظاهرا في المدرسة كلها. CCA 451.2
والذين يؤلفون هذا الجيش الأمين ينعشون معلميهم وأساتذتهم ويشددونهم في مجهوداتهم, بإعراضهم عن كل لون من عدم الأمانة, والشقاق, وعن التهاون في الإنسجام مع القوانين والأنظمة. وسيكون تأثيرهم للخلاص, وأعمالهم لن تهلك في يوم الله العظيم, بل تتبعهم إلى العالم الآخر. وإن تأثير حياتهم هنا سيظل فعالا طوال الدهور الأبدية. CCA 451.3
إن شابا واحدا غيورا وحي الضمير وأمينا في المدرسة هو كنز لا يثمن. ملائكة السماء ينظرون إلأيه بمحبة, ومخلصه الكريم يحبه. وفي سجل السماء سيدون كل عمل بر يأتيه, وكل تجربة ينتصر عليها, وكل شر يقهره هو. إنه بذلك يضع أساسا حسنا للمستقبل لكي يمسك بالحياة الأبدية. CCA 452.1
بالشبيبة المسيحية يناط, إلى حد بعيد, صيانة وديمومة المدارس التي رسم الله أن تكون وسيلة لتقدم عمله. هذه المسؤولية الخطيرة تقع على عاتق شبيبة اليوم الذين يظهرون على مسرح العمل. لم يكن من وقت, قط, توقفت فيه على جيل من الناس نتائج هكذا هامة. فهمن الأهمية بمكان عظيم, إذا, أن يتأهل الشبيبة لهذا العمل الجليل, حتى يجعل لهم الله نصيبا من خدمته, فإن عليهم للسيد الرب مطاليب تفوق كل ما عداها من مطاليب. CCA 452.2
الله هو الذي أنعم عليهم بالحياة وبكل ما يملكون من القوى الجسمية والمواهب العقلية. لقد حباهم طاقات لينموها بحكمة, حتى يصبح بالإمكان ائتمانهم على عمل يدوم دوام الأبدية. وهو يطالبهم, في مقابل هباته العظيمة, بأن يهذبوا ويمارسوا مقدراتهم العقلية والروحية بلياقة. إنه لم يعطهم هذه الطاقات لمجرد اللهو بها, أو ليسيئوا استعمالها بالعمل ذد ارداته وتدبيره, بل ليستعملوها في امتداد معرفة الحق والقداسة في العالم. يطالبهم بالشكران وبتوقيرهم ومحبتهم, من أجل لطفه الدائم ومراحمه اللامحدودة. انه, بعدل يطلب الطاعة لشرائعه ولكل الأنظمة التي من شأنها أن تكبح الشبيبة وتحررهم من بدع الشيطان وتقودهم في مسالك السلام. CCA 452.3
لو استطاع الشبيبة أن يروا أنهم بالإمتثال لقوانين مدارسنا وأنظمتها انما يفعلون ما يحسن وضعهم في المجتمع, ويرفع خلقهم, ويشرف عقولهم ويزيد من سعادتهم, لما تمردوا على القوانين العادلة والمطاليب النافعة, ولما اشتركوا في خلق الريبة بهذه المدارس والتعصب ضدها. ينبغي لشبيبتنا أن يتحلوا بروح النشاط والأمانة للإستجابة لما يطلب منهم, وذلك يضمن لهم النجاح. غير أن الصفات الخشنة الطائشة التي للعديد من شبيبتنا في هذا الجيل من العالم هي مما يقبض الصدر, وعلى والديهم في البيت يقع أكثر اللوم. وبدون مخافة الله لا يقدر أحد أن يكون سعيدا حقا. CCA 453.1
سلسلة روح النبوة — الربع الثالث, 1961 — الدرس الخامس مأخوذة من كتاب ” ارشادات للكنيسة “ بقلم : الأخت ألن هوايت .طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 454.1