ينصح للكنيسة

159/303

خطر التشدد المفرط في التهذيب

هناك العديد من العائلات التي تضم أولادا يظهرون حتى التهذيب ما داموا تحت التدريب, ولكن حين تزول عوامل انضباطهم يبدون عاجزين عن التفكير لأنفسهم, أو التصرف من تلقاء ذواتهم, أو حزم أمرهم. CCA 404.2

إن تهذيب الشبيبة المتشددة غير المقترن بتوجيههم التوجيه اللائق ليعملوا لأنفسهم في حدود طاقتهم الفكرية, حتى يتهيأ لهم بذلك أن ينموا فكريا, ويزدادوا شعورا بإحترام النفس, وثقة في مقدرتهم على العمل — هذا التهذيب سيعمل دائما على خلق اناس ضعاف العقل والروح. وحين يدخلون معترك الحياة بأنفسهم سيتضح عندئذ أنهم دربوا كالحيوانات, وليسوا مثقفين, لأن ارادتهم, بدلا من أن توجه, قد أخضعت قسرا بالتدريب الفظ الذي تلقوه من والديهم ومعلميهم. CCA 405.1

أولئك الوالدون والمعلمون الذين يفاخرون بأن لهم السيطرة المطلقة على عقول الأولاد الذين هم تحت رعايتهم, سيكفون عن تفاخرهم لو قدروا على تتبع مستقبل حياة هؤلاء الأولاد الذين أخضعوا هكذا بالقوة أو عن طريق الخوف, والذين يكادون أن يكونوا غير مهيأين اطلاقا للإضطلاع بمسؤوليات الحياة الصعبة. هؤلاء المعلمون الذين يهنأون بأن تكون لهم سيطرة تكاد تكون تامة على ارداة تلامذتهم ليسوا أنجح المعلمين, مع أن الظاهر في حينه قد يكون مخادعا. CCA 405.2

أحيانا كثيرة يلزمون جانب التحفظ المفرط, ويمارسون سلطتهم باسلوب بارد خال من الشعور لا يمكنهم من ربح قلوب اولادهم وتلامذتهم. لو أنهم يجمعون الأولاد بقربهم ويحيطونهم بمحبتهم, ويبدون اهتماما بكل مجهوداتهم, وحتى بألعابهم الرياضية, ويكونون, أحيانا, اولادا معهم, لأسعدوهم وكسبوا محبتهم وثقتهم, وسرعان ما يأخذ الأولاد يحترمون ويحبون سلطة والديهم ومعلميهم. CCA 405.3

ينبغي, من الجهة الأخرى, ألا يترك الولاد ليفكروا ويتصرفوا مستقلين عن رأي والديهم ومعلميهم, بل ينبغي أن يعلموا أن يحترموا الرأي الرشيد, وييقبلوا قيادة والديهم ومعلميهم لهم. يجب أن يهذبوا بحيث تنسجم أفكارهم مع أفكار والديهم ومعلميهم, ويعلموا بحيث يقدرون أن يروا جدوى العمل بمشورتهم. فحين يخرجون من كنف والديهم ومعلميهم, لا تكون صفاتهم كقصبة في مهب الريح. CCA 406.1