ينصح للكنيسة
اغفال تهذيب الأولاد خطية
بعض الوالدين لم يهذبوا أولادهم دينيا, وأغفلوا أيضا تثقيفهم المدرسي, وهما أمران يجب ألا يهملا, فعقول الأولاد نشيطة, وإذا لم تشغل في العمل الجسماني أو الدرس, تعرضت للتأثيرات الشريرة. والوالدون يخطأون أن هم تركوا أولادهم يترعرعون في الجهل, فينبغي لهم أن يزودوهم بكتب نافعة وملذة, ويعلموهم أن يعملوا, بحيث يقضون ساعات في الأعمال اليديوة وساعات أخرى في الدرس والمطالعة. ينبغي للوالدين أن يسعوا لترقية عقول أولادهم وتحسين قواهم الذهنية, ذلك أن العقل إذا ترك لشأنه دون ثقافة, أمسى, على وجه العموم, وضيعا وشهوانيا فاسدا, والشيطان يغتنم الفرصة ويتولى تثقيف العقول الكسولة. CCA 406.2
يبدأ عمل الأم مع الطفل الرضيع, فينبغي لها أن تخضع إرادة وطبعه, وتعمله الطاعة, وألا ترخي يدها فيما هو يكبر, وينبغي لكل أم أن تقضي وقتا في التفاهم مع أولادها لتصلح أخطاءهم, وتقودهم بصبر, في السبيل السوي, كما ينبغي للوالدين المسيحيين أن يدركوا أنهم يعملون أولادهم ويهيئونهم ليصبحوا أولاد الله. ان اختبار الأولاد الديني بجملته بتأثر بما يتلقونه من تعليم ويشكلونه من صفات في طفولتهم, فإذا لم تخضع ارادتهم عندئذ, ويقادوا إلى الإذعان لإرداة الوالدين يغدو من الصعب عليهم أن يتعلموا هذا الدرس في سنيهم اللاحقة, إذ يا له من صراع عنيف, ويا له من نزاع, أن تحمل على الإذعان تلك الإرادة التي لم تخضع قط لمطاليب الله. ان الوالدين الذين يهملون هذا العمل الهام يرتكبون خطأ فظيعا ويخطئون إلى أولادهم المساكين وإلى الله. CCA 407.1
أيها الوالدون, ان أنتم قصرتم عن أن تؤمنوا لأولادكم التهذيب الذي جعله الله واجبا عليكم نحوهم, فلا بد من أن تقدموا له حسابا عن النتائج. هذه النتائج لن تكون مقصورة على أولادكم, فكما أن الحسكة إذا تركت لتنمو في الحقل تؤتي حصادا من نوعها, كذلك أيضا الخطايا الناتجة عن اهمالكم ستعمل على هدم كل من يدخل نطاق تأثيرها. CCA 407.2
على الوالدين غير الأمناء ستستقر لعنة الله حتما. فهم ليسوا فقط يزرعون أشواكا من شأنها إن تدميهم هنا, بل ان كثيرا من الأولاد سيقومون في الدينونة ويدينون والديهم على عدم ضبظهم ايهم, ويتهمونهم بهلاكهم. إن عطف الوالدين الكاذب ومحبتهم العمياء يحملانهم على إلتماس العذر لأخطاء أولادهم, الذين سيطلب دم نفوسهم من الوالدين غير الأمناء. CCA 408.1