ينصح للكنيسة
تذوق الروحيات
لا أمن للشبيبة إلا في السهر وصلاة التواضع الدائمين. عليهم ألا يتملقوا انفسهم, زاعيمن لها أن بوسعهم ان يكونوا مسيحيين بدون هذين الأمرين. الشيطان يخفي تجاربه وبدعه وراء ستار من نور, مثلما فعل حين وافى المسيح في البرية, متخذا مظهر ملاك سماوي. وخصم نفوسنا سيأتينا كزائر سماوي, والرسول يحضنا أن نصحو ونسهر تأمينا لسلامتنا. أما الشبيبة الذين ينغمسون في التهامل والطيش, ويغفلون الواجبات المسيحية يقعون, بإستمرار, فريسة تجارب العدو, بدلا من أن ينتصروا كما انتصر المسيح. CCA 387.1
يدعي الكثيرون أنهم للرب, ولكنهم ليسوا كذلك, فإن تأثير أفعالهم كلها انما هو لمصلحة الشيطان. فبأية وسيلة نعرف مّن من الإثنين نخص ؟ من يمتلك القلب ؟ ومع من أفكرانا ؟ وعمن نحب أن نتحدث ؟ من يملك أحر عواطفنا وأفضل قوانا ؟ ان كنا للرب فله أفكارنا, وفيه أحلى تأملاتنا, ولا نصاحب العالم, بل نقف للرب كل ما لنا وفينا, ونشتاق أن نعكس صورته, ونتنسم روحه, ونفعل ارادته, ونرضيه في كل شيء. CCA 387.2
الثقافة الصحيحة هي المقدرة على استعمال قوانا بحيث نتوصل إلى نتائج مفيدة. ما هو السبب في أننا لا نعير الديانة سوى القليل جدا من اهتمامنا, بينما يستحوذ العالم على قوة الدماغ والعظام والعضلات فينا؟ السبب في ذلك أن قوة كياننا بأجمعها مائلة نحو ذلك الإتجاه. لقد دربنا أنفسنا على الإنشغال, بحرارة وقوة, في الأشغال الزمنية, حتى غدا من السهل على عقولنا انتهاج ذلك السبيل. هذا هو السبب في أن المسيحيين يستصعبون الحياة الدينية وسيتسهلون الحياة الدنيوية, فلقد دربت قواهم على أن تنشط في ذلك الإتجاه. لديهم في حياتهم الدينية استحسان لمباديء كلمة الله دون أن يطبقوها عمليا في الحياة. CCA 387.3
إن تنشئة الأفكار الدينية والمشاعر التعبدية التي ينبغي أن تؤثر في الشخص بكامل كيانه وتضبطه لم تجعل جزءا من الثقافة. الحاجة هي إلى عادة فعل الصواب. هناك بعض النشاط المتقطع بفعل تأثيرات مؤاتية, غير أن الإفتكار بالأمور الروحية بصورة طبيعية وبرغبة ليس هو المبدأ السائد في العقل. CCA 388.1
يجب أن يثقف العقل ويدرب على حب النقاوة, وينبغي تشجيع حب الأمور الروحية, بل عليكم أن تشجعها إذا أرادت النمو في النعمة وفي معرفة الحق. الرغبة في الصلاح والقداسة الحقة أمر صائب في حد ذاته, ولكن أن وقفت عند حد الرغبة فيهما فلا طائل تحتها. النوايا الحسنة أمر صالح, ولكن لا نفع منها أن لم تنفذ. كثيرون سيهلكون فيما هم يأملون ويرغبون في أن يكونوا مسيحيين ولكن لم يبذلوا جهدا حارا, ولذا فإنهم سيوزنون بالموازين ويوجدون ناقصين. يجب أن تدرب الإرادة في الإتجاه الصحيح. قل : أعزم أن أكون مسيحيا مخلصا. أعزم أن اعرف طول المحبة الكاملة وعرضها وعمقها وعلوها. اصغوا إلى كلمات يسوع : ” طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون “. لقد أعد المسيح العدة الوافرة لإشباع النفوس التي تتجوع وتتعطش للبر. CCA 388.2