ينصح للكنيسة

النمو الروحي

عنصر المحبة النقي يؤهل النفس لبلوغ ذرى من التحصيل ارفع, لزيادة المعرفة في الأمور الروحية, حتى انها لا تقنع بما هو دون الكمال, غير أن أكثر الذين يدعون أنفسهم مسيحيين لا فكرة لديهم عن القوة الروحية التي يمكنهم الحصول عليها لو كانوا طموحين وغيورين ومثابرين على التعرف بالأمور الروحية مثلهم في تحصيل أمور هذه الحياة التافهة الفانية. لقد قنعت جماهير الناس الذين يدعون انفسهم بأن يكونوا أقزاما روحيين, لا استعدادعندهم أن يتخذوه هدفا أن يطلبوا أولا ملكوت الله وبره, ومن هنا كانت التقوى سرا غامضا عليهم, لا يقدرون على فهمه. انهم لا يعرفون المسيح معرفة اختبارية. CCA 389.1

هؤلاء الرجال والنساء القانعون بحالتهم الحقيرة الكسيحة روحيا — ليجدوا أنفسهم في السماء فجأة, ويشاهدوا, للحظة, حالة الكمال السامية المقدسة المستقرة أبدا هناك, حيث كل نفس تملآها المحبة, وكل محيا يتألق فرحا, والموسيقى المفرحة, في أنغام رخيمة عذبة, تنبعث لمجد الله والخروف, وجداول من النور تنطلق من وجه الجالس على العرش ومن الخروف, لتغمر القديسين, وليدركوا أن هناك فرحا أسمى وأعظم لينعم به القديسون, إذ كلما ازدادوا تمتعا بأفراح السماء ازدادوا قدرة على الإرتقاء في سلم الأفراح الأبدية, وهكذا يظلون يتقبلون امدادات جديدة متعاظمة من الينبوعالذي لا ينضب, ينبوع المجد وعظم السعادة اللذين لا يعبر عنهما. أتساءل: أيقدر أشخاص كهؤلاء أنيختلطوا بالجمهور السماوي ويشتركوا في تسابيحهم, ويحتملوا المجد الطاهر الممجد المبهج الذي ينبعث من الله والخروف ؟ يقينا, كلا . لقد أبقى على حياتهم لسنين حتى يتعلموا لغة السماء, ليصيروا ” شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العلام بالشهوة “ ( 2 بطرس 1 : 4 ). ولكن كان لهم أمور أنانية خاصة بهم لتشغل قوى عقولهم وطاقات كيانهم. لم يكن بوسعهم أن يخدموا الله بدون تحفظ, ويجعلوا من ذلك عملا. بل يجب أن تأتي المشاريع الدنيوية أولا, وتظفر بأفضل قواهم, ومن ثم يكرسون لله فكرا عابرا. هل يتغير هؤلاء بعد القرار النهائي : ” من هو مقدس فليتقدس بعد ومن هو نجس فليتنجس بعد “ ؟ ان وقتا كهذا آت. CCA 389.2

الذين قد دربوا العقل على الإبتهاج بالأمور الروحية هم الذين يمكن نقلهم إلى السماء دون أن يصعقهم مجدها الفائق وطهارتها. قد تكون جيد المعرفة في الفنون, وقد تكون ملما بالعلوم, وقد تكون بارعا في الموسيقى وفن الخط, وقد ترضى عاداتك عشراءك, ولكن ما علاقة هذه الأمور بالإستعداد للسماء ؟ ماذا يمكنها أن تفعل لتهيءتك للمثول أمام محكمة الله ؟ CCA 390.1