ينصح للكنيسة
خطر مطالعة القصص المثيرة
ماذا يجب أن يطالع أولادنا ؟ هذا سؤال خطير, ويتطلب اجابة خطيرة. انه ليزعجني أن أرى في عائلات سبتية مجلات وصحفا تحتوي قصصا لا تترك عقول الأولاد والشبيبة انطباعات حسنة. راقبت الذين أخذوا بذلك يستلذون القصص الخيالية. لقد أتيحت لهم فرصة الإصغاء لتعاليم الحق والوقوف على أسباب ايماننا, غير أنهم بلغوا طورا أكمل من النضوج وهم مفتقرون إلى الورع الحقيقي والتقوى العالمة. CCA 359.1
إن قراء القصص المبتذلة المثيرة يصبحون غير أهل للنهوض بواجبات الحياة العملية, ويعيشون في عالم غير واقعي. لقد لاحظت أولادا أغووا على مطالعة قصص كهذه. فكانوا, سواء في البيت أو خارجه, مضطرين وحالمين ولا قدرة لهم على التحدث إلا في أتفه المواضيع, وكانت الأفكار والأحاديث الدينية غريبة على عقولهم تماما, فإذ نشأت فيهم شهوة مطالعة القصص المثيرة للعواطف الحسية فسد ذوقهم الفكري, ولم تعد عقولهم تجد الإستكفاء ما لم تزود بهذا الغذاء المضر. فلست أجد اسما للذين ينهمكون في مطالعة كهذه أكثر انطباقا عليهم من الاسم ” ثملو العقول “. إن لعادات الإفراط في المطالعة تأثيرا في الدماغ شبيها بالتأثير الذي تتركه في الجسم عادات عدم الإعتدال في الأكل والشرب. CCA 359.2
البعض كونوا عادة مطالعة الروايات قبل أن قبلوا الحق الخاص بالزمن الحاضر وإذ اتحدوا بالكنيسة بذلوا جهدا للتغلب على هذه العادة. ان تزويد هذا الفريق من الناس بمطبوعات كالتي هجروها لهو أشبه شيء بتقديم المسكر للسكير, وأنهم بإذعانهم للتجربة الماثلة أمامهم بإستمرار سرعان ما يفقدون رغبتهم في المطالعة الرصينة, ولا يستلذون قراءة الكلمة, وتضعف قوتهم الروحية, وتتضاءل بشاعة الخطية في نظرهم أكثر فأكثر, ويتزايد فيهم عدم الأمانة, والنفور من واجبات الحياة العملية, وإذ يفسد العقل يصبحون مستعدين لأية مطالعة ذات طابع مهيج, وبذلك تتاح للشيطان الفرصة للسيطرة على نفوسهم سيطرة مطلقة. CCA 360.1