ينصح للكنيسة

134/303

المطالعة المهلكة للنفس

اهجروا, بعزم ثابت, كل المطالعات التافهة, فهي, فضلا عن أنها لا تقوي روحيتكم, تدخل في العقل ميولا من شأنها أن تفسد الإدراك فيكم, وتحملكم على التقليل من الافتكار بيسوع ومن التأمل في دروسه الثمينة. ابعدوا عن العقل كل ما قد يقوده في اتجاه خاطيء. لا تبهظوه بالقصص التافهة التي لا تزوده بشيء من القوة. ان الأفكار لتتسم بنفس طابع الغذاء المقدم للعقل. CCA 357.2

إزاء تيار المطبوعات الضخمة الذي يتدفق من المطابع باستمرار, فإن الكبار والصغار الفوا عادة القراءة السريعة السطحية, ولذا يفقد العقل قوته على التفكير المتسلسل الفعال. وفضلا عن ذلك فإن قسما كبيرا من المجلات والكتب التي, مثل ضربة الضفادع في مصر قديما, تغمر البلاد, هي ليست تافهة وعقيمة وموهنة فحسب, بل أيضا قذرة ومحطة, كما أن تأثيرها لا يسكر العقل ويتلفه فحسب, بل يفسد النفس ويهلكها. CCA 357.3

وفي تثقيف الأولاد يعطي الأن للقصص الخارفية والأسطورية مكان مرموق. هذه الكتب تستعمل في المدارس وتجدها في بيوت كثيرة. كيف يسمح الوالدون المسيحيون لأولادهم باستعمال كتب كهذه مشحونة بالأكاذيب ؟ حين يسأل الأولاد عن معنى قصص هكذا مناقضة لتعليم والديهم يقال لهم أن القصص غير حقيقية, غير أن هذا لا يخلصهم من النتائج الشريرة المترتبة على استعمالها. والأفكار المعروضة في هذه الكتب تضلل الأولاد, فيقتبسون آراء خاطئة عن الحياة, وتتولد وترسخ فيهم الرغبة في ما ليس حقيقيا. CCA 358.1

ينبغي ألا توضع في أيدي الأولادأو الشبيبة, اطلاقا, كتب تحتوي على تحريف للحق.لا ندعن أولادنا, وهم يسعون لتحصيل ثقافة, يتلقون أفكارا هي بذور للخطية. CCA 358.2

ومصدر آخر للخطر ينبغي أن نحذره على الدوام هو مطالعة مؤلفات الملحدين. هذه الكتب يوحى بها عدو الحق, وليس أحد يقدر أن يقرأها دون أن يعرض نفسه للخطر. صحيح أن بعض الذين تأثروا بها قد يشفون منها أخيرا, غير أن جميع الذين يبعثون بتأثيرها الشرير يضعون أنفسهم في أرض الشيطان, ويستغل هو فرصته إلى أقصى حد. وإذ ينجذبون إلى تجاربه لا تكون لهم الحكمة والتميز أو القوة لمقاومتها, فيطبق الكفر والإلحاد على العقل بقوة فاتنة آسرة. CCA 358.3