ينصح للكنيسة

128/303

الراحة المطلقة والتسلية

ليذكر الشبيبة أنهم سيؤدون حسابا عن كل الفرص التي أتيحت لهم وعن إنفاق وقتهم وإستعمال قواهم. ربما تساءلوا : أليس لنا أن نأخذ بنصيب من التسلية أو ترويح النفس ؟ هل علينا أن نعمل ونعمل ونعمل دون ما تبديل أو تغيير ؟ CCA 345.2

قد يكون ضروريا جدا أن يستبدل, إلى حين, العمل اليدي الذي أنهك القوة, تمكينا للمشتغلين من استئناف العمل بهمة أشد ونجاح أعظم. وربما كان أخلادهم إلى الراحة كلية غير ضروري, ولا محمود العاقبة بالنسبة لقواهم الجسمية. ينبغي ألا يبددوا اللحظات الثمينة, حتى حين يجهدهم وبرهقهم اشتغالهم بلون واحد من ألوان العمل, إذ يمكنهم في حالة كهذه أن يزاولوا عملا آخر ليس هكذا معنتا, ولكن فيه بعض العون لأمهم واخواتهم. وإذ يخففون من أعبائهن بادئهم أثقل الواجبات يحصلون على تلك التسلية النابعة من المبدأ, والتي تنيلهم السعادة الحقة, ولا يعودون ينفقون وقتهم من ملذاتهم الأنانية. يمكن إشغال وقتهم للمنفعة دائما, وانعاشهم على الدوام بالتنويع, ويكونون مع ذلك مفتدين الوقت, بحيث تقترن كل لحظة بعمل خير لشخص ما. CCA 345.3

يدعي كثيرون أن حفظ الصحة الجسمية يقتضي الإنغماس في اللهو الأناني. صحيح أن التغيير لازم لنمو الجسم على أحسن وجه, لأن التغيير ينعش العقل والجسم ويقويهما, ولكن هذه الغاية لا تحرز بالإنهماك في التسليات الحمقاء على حساب الواجبات اليومية التي يطلب من الشبيبة القايم بها. CCA 346.1

وإذ نحن نتحاشى ما هو زائف ومصطنع, وننبذ سباق الخيل, ولعب الورق, واليانصيب, والمسابقات بجوائز, وشرب المسكرات, وتعاطي التدخين, علينا أن نأتي بمصادر للمسرات تكون نقية وشريفة ورافعة. CCA 346.2

إن دور اللهو هي من أشد المباءات خطرا, التي عوضا عن أن تكون مدرسة للفضيلة والآداب, وهو ما يزعم لها أحيانا كثيرة, أمست مرتعا لفساد الأخلاق. وما تقدمه من لهو انما يعمل على تقوية وترسيخ العادات الفاسدة CCA 346.3