ينصح للكنيسة

129/303

ترويح النفس

والنزعات الأثيمة. وأن ما هنالك من أغان منحطة وحركات جسيمة داعرة وتعبيرات ومواقف فاجرة انما تفسد الخيال وتحط الأخلاق. وكل شاب بعتاد هذه الأماكنبالزيادة لا بد من أن يمسي فاسدا المبدأ. إن ما للهو المسرحي من أثر بليغ من حيث تسميم المخيلة, ومحو الإنطباعات الدينية, وإفساد الرغبة في المسرات البريئة وواقع الحياة الرصين, لا يفوقه أي تأثير آخر في بلادنا. وكما تشحذ جرعة المسكر القابلية لجرعة الري, هكذا يعمل ارتياد هذه الأماكن على ازدياد التعلق بها. والسبيل السليم الأوحد هو الإبتعاد عن دور التمثيل ” والسيرك “ وما إلى ذلك من أماكن اللهو المشبوهة. CCA 347.1

إن رقص داود في فرح وقور أمام الرب قد اقتبسه محبو الملذات لتبرير الرقص العصري الحديث, ولكن هذه الحجة مبنية على غير أساس. في أيامنا هذه نجد أن الرقص يكون مصحوبا عادة بالجهالات وعربدة نصف الليل. والصحة والأخلاق يضحى بها على مذبح المسرات. والذين يكثرون من التردد على دور الرقص لا يجعلون الله موضوع تفكيرهم أو توقيرهم. وفي مثل تلك المجتمعات لا مجال ولا اعتبار للصلاة أو تسابيح الحمد. هذا يقدم امتحانا حاسما, فالتسليات التي تعمل على اضعاف المحبة للمقدسات وتقلل فرحنا بخدمة الله ينبغي للمسيحين أن يعرضوا عنها. ان العزف على الآلات الموسيقية, والرقص والتسبيح بفرح لله عند نقل التابوت لم يكن فيها أقل مشابه للدعارة التي تشاهد في الرقص الحديث. النوع الأول من الرقص كان يرني إلى ذكر الله وتعظيم اسمه القدوس, أما النوع الثاني فخدعة شيطانية لجعل الناس ينسون الله ويحتقرونه. CCA 347.2

يتصرف الشبيبة بصورة عامة كما لو كانت ساعات النعمة الثمينة فيما لا يزال باب الرحمة مفتوحا, وقت عطلة جميلة, وكأنهم قد وضعوا في هذا العالم لا لشيء إلا لتسلية أنفسهم وإحاطتها بحلقة من المسرات لا تنقطع. والشيطان لم ينفك يبذل جهودا خاصة ليقودهم إلى حيث يجدون السعادة في التسليات الدنيوية وليبرروا أنفسهم بإظهار أن هذه التسليات بريئة وغير مضرة بل من مقومات الصحة. CCA 348.1

كثيرون يشتركون بشغف في التسليات الدنيوية المفسدة للأخلاق التي تحرمها كلمة الله, فيقطعون بذلك صلتهم بالله ويوحدون نفوسهم مع محبي المسرات من أهل العالم. إن الخطايا التي أهلكت معاصري نوح ورمدت مدن الدائرة هي اليوم في حيز الوجود, لا في البلدان الوثنية فحسب, ولا بين مشاهير المدعين المسيحية فقط, بل أيضا بين الذين يدعون أنهم ينتظرون مجيء ابن الإنسان. ولو عرض الله هذه الخطايا أمامكم كما هي ظاهرة في نظره لأمتلآتم خجلا ورعبا. CCA 348.2

إن الرغبة في اللهو والتسلية هي تجربة وشرك لشعب الله, ولاسيما الشبيبة منهم. والشيطان لا ينفك يعرض عليهم المغريات ليجتذب عقولهم من مهمة الإستعداد الخطيرة لأحداث مستقبلة. وهو دائب, عن طريق الدنيويين, في عرض مسرات دائمة, حتى يغوي الغافلين منهم للأخذ في المسرات العالمية. هناك ملاه ومحاضرات وضروب من التسلية لا حد لها غايتها استدراج الشبيبة إلى محبة العالم وعن طريق هذا الإندماج في العالم يضعف الإيمان. CCA 348.3

إن الله لا يعترف بمحب اللذات تابعا له. أما اتباع يسوع الحقيقيون فهم المنكرون ذواتهم الذين يحبون حياة الرصانة والتواضع والقداسة. هؤلاء لا يستهويهم الكلام السخيف الفارغ الذي يتفوه به محبو العالم. CCA 349.1

إن كانت للمسيح حقا فأنت تجد الفرص للشهادة له. ستدعى لإرتياد الملاهي فتاح لك, إذ ذاك, فرصة لتشهد لربك. إن كنت أمينا للمسيح فأنت لا تحاول أن تنتحل أعذارا لعدم قبولك الدعوة, بل تعلن ببساطة, ولو لمناسبة واحدة, إلى مكان لا تقدر فيه على الإتصال بإلهك. CCA 349.2

هناك فرق واضح بين اعتشار اتباع المسيح في ألعاب بريئة واجتماعات الدنيويين طلبا للمسرة واللهو. فمن أفواه الدنيويين ستنطلق الضحكات السمجة والحاديث العابثة بدلا من الصلاة وذكر المسيح والمقدسات. وهمهم أن ينعموا بوقت لذيذ. بالمجون يبدأ لهوهم وبالأباطيل ينتهي. CCA 349.3

سلسلة روح النبوة — الربع الثاني , 1961 — الدرس العاشر مأخوذ من كتاب ” ارشادات للكنيسة ” بقلم : الأخت ألن هوايت طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 350.1