ينصح للكنيسة
ألعاب تناسب الجميع
لا سبيل إلى حمل الشبيبة على إنتهاج سبيل الرصانة والرزانة مثل ما تقدمت بهم السن, ولا يعقل أن يلبس الطفل وقار الشيوخ. وحيث أن تحريم اللهو الآثم واجب فعلى الوالدين والمعلمين والقيمين على الشبيبة أن يعدوا عوضا عنه مسرات بريئة خالية مما يلوث الأخلاق أو يفسدها. لا تكبل الأحداث بقيود من القوانين والروادع المتصلبة التي تشعرهم بالإنضغاط, وتحملهم على الإنفلات إلى مسالك الطيش والإنهيار. بل بيد حازمة رفيقة مراعية أمسك بزمام هذه القيود موجها وضابطا أفكارهم وبواعثهم بمنتهى اللطف والحكمة والمحبة, حتى يعرفوا أيضا أنك انما تستهدف خيرهم. CCA 339.4
هناك أشكال من ترويح النفس ذات فائدة كبرى للعقل والجسم كليهما. وذو العقل المستنير الفطن لا يعدم أن يجد وسائل كثيرة للتسلية من مصادر ليست بريئة فحسب, بل أيضا يناءة. ان ترويح النفس في الهواء الطلق والتأمل بأعمال الله في الطبيعة يعودان على النفس بأسمى النفع. CCA 340.1
ليس من ترويح للنفس مما اقتصرت فائدته على الذات يمكن ان يكون مفيدا للأولاد والشبيبة مثل ذاك الذي يجعلهم عونا للآخرين. وبما أن الشبان متحمسون طبيعيا ويتأثرون بسهولة فإنهم يلبون ما يقترح عليهم بسرعة. CCA 340.2
لقد أعد الله لكل واحد متعا يمكن أن ينعم بها الأغنياء والفقراء على حد سواء, وهي متع نجدها في تعزيز نقاء الفكر, والإيثار في التصرف, متع تجتني من التكلم بكلمات العطف والتعزية, وأداء أعمال اللطف. والذين يسدون خدمة كهذه يشع منهم نور المسيح لينير حياة الذين أطبقت على حياتهم ظلمة أحزان كثيرة. CCA 340.3
هناك الكثير من الأشياء الضرورية النافعة التي يمكن عملها في عالمنا مما يجعل تسليات اللهو تكاد تكون غير ضرورية. ان الدماغ والعظام والعضلات تزداد متانة وقوة إذ نستعملها لقصد, ولعمل الخير, والتفكير الجدي, واستنباط الخطط التي تعدهم لتنمية قوى العقل وطاقة أعضاء الجسم, وهذا كله يطبق عمليا في ما أعطاهم الله من مواهب يمكنهم أن يمجدوه بها. CCA 341.1
لتجتمع بعض عائلات من مدينة معينة أو قرية, ويتركوا مشغولياتهم التي أرهقت قواهم الجسمية والعقلية, ويقوموا برحلة إلى الريف, إلى ضفة بحيرة هادئة, أو إلى أجمة وادعة حيث المناظر الطبيعية الجميلة. وليتزودوا بطعام صحي بسيط يتألف من أفخر الأثمار والحبوب, ويمدوا مائدتهم في ظل شجرة أو تحت القبة الزرقاء. وأن قع المسافة, والرياضة, والمناظر الخلابة كفيلة كلها بأن تثير فيهم القابلية للطعام, فيمكنهم إذ ذاك, إن يتمتعوا بوليمة تحسدهم عليها الملوك. CCA 341.2
وينبغي للوالدين والأولاد في مناسبات كهذه أن يشعروا بالتحرر من الهم والعمل والقلق. وينبغي للآباء أن يصيروا أطفالا مع أطفالهم, وألا يدخروا وسعا في اسعادهم. ولينفق اليوم كله في ترويح النفس. والإرتياض في الهواء الطلق النافع ولا غنى عنه لصحة الذين تقتضيهم مهنهم أن بزاولوها جلوسا بين أربعة جدران. وينبغي لجميع الذين بإستطاعتهم أن يفعلوا ذلك أن يفعلوا كواجب. لبس في الأمر خسارة, بل فيه ربح جزيل, إذ يؤتيهم مقدرة على العودة إلى أعمالهم بحياة جديدة وشجاعة جديدة ليستأنفوها بحرارة ونشاط, وقد صاروا أكثر استعداد لمقاومة المرض. CCA 341.3
لست أدين لعبى الكرة ( الكابة ) البسيطة, ولكن هذه, رغم بساطتها, قد تكون مضنية. CCA 342.1
إن أجفل دائما من النتيجة التي تكاد تكون محتمة لهذه التسليات, فهي تقود إلى تبديد الأموال التي ينبغي صرفها في جلب نور الحق للنفوس التي تهلك دون أن تعرف المسيح. ان اللهو وإنفاق الأموال لإرضاء النفس مما يقود خطوة خطوة إلى تعظيم النفس, وتعليم الألعاب للمسرة, انما ينتج حبا واشتهاء لهذه الأمور التي لا تساعد على تكميل الصفات المسيحية. CCA 342.2
الإهتمام بترويح النفس والتربية البدنية يعرقلان, أحيانا وبلا شك , المنهاج الدراسي المنظم, ولكن هذه العرقلة ليست عائقا بالمعني الصحيح. ان انفاق الوقت وبذل الجهد في تقوية العقل والجسم, وتعزيز روح الإيثار, وربط التلميذ والمعلم بربط المصلحة المشتركة والصحبة الحبية, سيعوض عنهما مئة ضعف, إذ أن ذلك يتيح مخرجا للطاقة الهائجة التي أحيانا كثيرة تكون مصدر خطر على الشبيبة. إن إشغال الفكر بما هو صالح, كواق من الشر, خير من موانع لا حصر لها من القوانين والتأديبات CCA 342.3
الشبيبة الذين يدفعون إلى صحبة بعضهم البعض قد يجعلون من صحبتهم بركة أو لعنة. قد يعملون على تهذيب واحدهم الآخر ومباركته وتشديده, فيتقدمون في السيرة والمزاج والمعرفة, او قد لا يتركون, أن هم صاروا مهملين وغير أمناء, سوى تأثير مفسد للآداب. CCA 343.1
سيعين يسوع جميع المتكلين عليه. فالذين هم مرتبطون بالمسيح تكون السعادة طوع أمرهم. يسيرون حيثما يقودهم المخلص, صالبين من أجله النفس مع الأهواء والشهوات. هؤلاء بنوا رجاءهم على المسيح, ولا قوة لعواصف الأرض على جرفهم من الأساس الركين. CCA 343.2
الأمر متروك لكم أيها الشبان والفتيات أن تكونوا أمناء ذوي استقامة ونفع حقيقي. ينبغي لكم أن تكونوا مستعدين وتعزموا أن تنتصروا للحق في كل الظروف. لسنا نقدر أن نصطحب عاداتنا الخاطئة معنا إلى السماء, وما لم ننتصر عليها هنا ستحرمنا من مسكن الأبرار. ان العادات الرديئة إذا قومها المرء أبدت مقاومة عنيدة, ولكن ان ظلت الحرب عليها متصلة, بهمة ومثابرة, فيمكن قهرها. CCA 343.3
ينبغي لنا, أن نحن أردنا صوغ عادات قويمة أن نسعى لصحبة أشخاص ذوي أخلاق رفيعة, ولهم تأثيرهم الروحي. CCA 343.4
لو أمكن إقناع الشبيبة بمصاحبة الأنقياء اللطفاء الظرفاء لكانت النتيجة طيبة للغاية. لو أنهم يختارون رفاقهم ممن يخافون الرب لقادهم تأثيرهم إلى الحق, وفعل الواجب, والقداسة. الحياة المسيحية الحقة هي قوة للخير, ونجد, من الجهة الأخرى, ان الذين يعتشرون مع رجال ونساء فاسدي الأخلاق ذوي مباديء وتصرفات رديئة لا يلبثون أن ينتهجوا نفس مسلكهم. ان اتجاه القلب الطبيعي هو إلى أسفل. فالذي يعاشر المتشككين سرعان ما يصبح متشككا, ومن يختار رفقة السلفة فلا بد من أن يمسي سافلا. إن السلوك في مشورة الأشرار هو الخطوة الأولى نحو الوقوففي طريق الخطاة والجلوس في مجلس المستهزئين. CCA 343.5
كل من يريد صوغ سجايا فاضلة فليختر عشراء ذوي عقول رصينة مفكرة ميالين للدين. على الذين قد حسبوا النفقة, ويرغبون في أن يبنوا للأبدية أن يضعوا في بنائهم مواد جيدة. فإن هم قبلوا أخشابا نخرة, ان هم اكتفوا بخلق ناقص, فالبناء مآله إلى الخراب. لينتبه الجميع كيف يبنون. ان عاصفة التجربة ستهب على البناء, وما لم يكن مبنيا برسوخ وأمانة فهو لن يثبت للفحص. CCA 344.1
الصيت أثمن من الذهب. يميل الشبيبة إلى اصطحاب من هم ادني منهم عقلا وأخلاقا. أي سعادة يمكن أن يتوقعها إنسان من ارتباط طوعي مع أشخاص أنحط مستواهم الفكري والشعوري والمسلكي ؟ البعض قد انحط ذوقهم وفسدت عاداتهم, كل من يختار رفقاء كهؤلاء سيتبع مثالهم. CCA 344.2
قد لا ترون خطرا حقيقيا في اتخاذ الخطوة الأولى نحو الطيش وطلب المسرات ظنا منكم أن بمقدوركم, أن انتم أردتهم تغيير مسلككم, أن تفعلوا الصواب بسهولة, كشانكم قبل أن سلمتم نفوسكم لفعل الخطأ. ولكن هذا خطأ, فإن كثيرين, إذ اختاروا رفاق السوء, اقتديوا خطوة خطوة, من مسلك الفضيلة إلى حالة من العصيان والتلف الشديدين التي ظنوا قبلا أنه من غير الممكن أن يغرقوا فيها. CCA 344.3
لا تظنوا أن الله يريدنا أن نتخلى عن كل شيء نسعد بالإحتفاظ به. ان ما يطالبنا بالتخلي عنه هو ما ليس الإحتفاظ به لخيرنا وسعادتنا. CCA 345.1