ينصح للكنيسة
الموقف من ترويح النفس
هناك أشخاص ذوو مخيلات مريضة ينظرون إلى الدين على أنه طاغية يسيطر عليهم كما بعصا من حديد. هؤلاء لا ينفكون يندبون فساد أخلاقهم ويتأوهون من شر مزعوم, لا وجود للمحبة في قلوبهم, ولا تفارق العبوسة وجوههم. يرتعدون لضحكة بريئة تصدر عن الشبيبة أو أي إنسان, ويعتبرون كل لعب أو تسلية, خطية, ويظنون أنه يجب أن يظل العقل على الدوام مضطرما إلى درجة شديدة عنيفة. هذا أحد طرفي النقيض. آخرون يعتقدون أن العقل يجب أن يظل منبسطا ليستنبط تسليات وإلهيات جديدة, اكتسابا للصحة ... يتعلمون الإعتماد على ما يثيرهم, ولا راحة لهم بدونها. هؤلاء ليسوا مسيحيين حقيقيين, انهم في الطرف الآخر من النقيض. ان مباديء المسيحية الحقة تفتح أمام الجميع مستودع السعادة التي لا قياس لعلوها وعمقها وطولها واتساعها. CCA 337.3
إنه امتياز للمسيحيين وواجب عليهم, أن يسعوا لإنعاش نفوسهم وتقوية أجسامهم بترويح النفس البريء, بغية استعمال قواهم الجسمية والعقلية لمجد الله. ينبغي ألا تكون ألعابنا مشاهد من الطرب عادم الشعور, تظهر بمظهر الهاذرين, بل يمكننا أن نديرها بشكل يجعلها مفيدة ورافعة لعشرائنا, تزيدنا وإياهم أهلية للإضطلاع بالمسؤوليات المترتبة علينا كمسيحيين. CCA 338.1
لقد أظهر لي أن السبتيين مشعب يعملون بجد زائد, دون أن يتيحوا لأنفسهم تغييرا أو فترات من الراحة. ان ترويح النفس لازم للذين يمارسون الأعمال اليديوية, وهو ألزم للمشتغلين بالأعمال الفكرية. وأن انصباب عقولنا على العمل بإفراط ليس بالأمر الجوهري لخلاصنا أو لتمجيد الله, حتى لو كان ذلك بصدد مواضيع دينية. CCA 338.2
إن ما ينفق من وقت في الرياضة لا يذهب سدى, لأن تمرين أعضاء الجسم وقواه العاملة ضروري لتحسين عمل كل منها. أما إذا أنهك الدماغ بإستمرار, وتركت, في الوقت نفسه, أعضاء الجسم الأخرى خاملة, تقع خسارة في القوى الجسمية والعقلية, إذ يفقد الجسم نضارته, ويمسي العقل مسلوب الحيوية والنشاط, مما يفضي إلى حالة من التهيج الشهواني السقيم. CCA 339.1
تمس الحاجة إلى مراعاة وتنظيم ساعات النوم والعمل, فيجب أن تكون لنا فترات من الراحة وترويح النفس, والتأمل. ان لمباديء الإعتدال آفاقا أوسع مما نظن. CCA 339.2
يحتاج الذين يتفرغون للدرس إلى الإسترخاء, ويجب ألا ينصرف العقل إلى التفكير الملح, لأن رقة الجهاز الفكري يعتريها البلى. والجسم, شان العقل, يحتاج إلى الرياضة. CCA 339.3