ينصح للكنيسة
مقياس العطية
إن عطايا الفقراء المبذولة بدافع المحبة للمسيح تثمن, في مقاييس المقدس, لا حسب مقدارها, بل حسب المحبة الباعثة على التضحية. ومواعيد يسوع تتحقق للفقير السخي الذي ليس عنده سوى القليل ليبذله ولكنه يقدم هذا القليل برضى, بالتأكيد نفسه الذي تتحقق به للرجل الغني الذي يقدم من أمواله الكثيرة. الفقير يضحي بالقليل تضحية يشعر بها حقا. إنه يحرم نفسه فعلا من بعض أشياء يحتاج إليها لراحته, بينما يقدم الغني من الكثير الذي له ولا يشعر بالحاجة, ولا يحرم نفسه شيئا هو محتاج إليه فعلا. ولذا فإن لتقدمة الرجل الفقير قدسية لا نجدها في تقدمه الغني, لأن الغني يعطي من فضلته. إن عناية الله قد رتبت تدبير العطاء المنسق برمته لمنفعة الإنسان. وعنايته لا تكف عن العمل. لو اتبع خدام الله ارشادات عنايته لكانوا جميعا عمالا نشيطين. CCA 318.1
يمكن أن يقبل الله تقدمات الأولاد الصغار ويرضى عنها. وقيمة التقدمة إنما تقاء بالروح الدافعة إليها. وإذ يتبع الفقراء ترتيب الرسول بأن يضعوا جانبا كل اسبوع مبلغا صغيرا, يساعدون على ملء الخزنة, والله يقبل عطاياهم قبولا تاما, لأن تضحياتهم تساوي في عظمتها تضحيات اخوتهم الأغنى منهم, بل تفوقها. ان العطاء المنسق من شأنه أن يصون كل أسرة من التجارب الداعية إلى إنفاص الأموال على أمور لا تدعو إليها الحاجة, وهو بركة للأغنياء بنوع خاص,إذ يحفظهم من الإنغماس في الإسراف. CCA 318.2
إن مجازاة السخاء المجرد هي الإتيان بالعقل والقلب إلى شركة ألصق بالروح القدس. CCA 319.1
والرسول بولس يضع قاعدة لإمداد عمل الله بالمال, ويخبرنا ما ستكون عليه النتيجة بالنسبة لنا ولله : ” كل واحدكما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضرار. لأن المعطي المسرور يحبه الله ” ” هذا وان من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد. ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد. ” والله قادر أن يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا ولكم كل اكتفاء كل حين في كل شيء تزدادون في كل عمل صالح : ( ... والذي يقدم بذارا للزارع وخبزا للاكل سيقدم ويكثر بذاركم وينمي غلات بركم ) مستغنين في كل شيء لكل سخاء ينشيء بنا شكرا لله ” ( 2 كورنثوس 9 : 6 — 11 ). CCA 319.2
سلسلة روح النبوة — الربع الثاني , 1961 — الدرس الثامن مأخوذ من كتاب ” ارشادات للكنيسة ” بقلم : الأخت ألن هوايت طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 320.1