ينصح للكنيسة
” كل ما يحثه قلبه ”
إن سخاء اليهود في إقامة خيمة الإجتماع وتشييد الهيكل يمثل روح كرم لم يبلغها المسيحيون في أي وقت لاحق. كانوا قبيل ذلك قد تحرروا من عبوديتهم الطويلة في مصر, وكانوا جوالين في البرية, ومع ذلك ما كادوا ينقذون من جيوش المصريين التي كانت تطاردهم في سفرهم ينقذون من جيوش المصريين التي كانت تطاردهم في سفرهم المستعجل حتى كلم الرب موسى قائلا : ” كلم بني اسرائيل أن يأخذوا لي تقدمه. من كل من يحثه قلبه تأخذون تقدمتي ” CCA 310.1
كانت مقتنيات شعبه قليلة, ولم يكن من مطمح براق في زيادتها, ولكن هناك غاية أمامهم, وهي أن يقيموا خيمة لله. لقد تكلم الرب, وعليهم أن يطيعوا صوته, فلم يمسكوا عنه شيئا, بل الجميع اهطوا بيد راغبة, لا قدرا معينا من دخلهم, بل نصيبا كبيرا من مقتنياتهم, كرسوها للرب بفرح ومن القلب, وبعلمهم هذا ارضوه. ألم يكن كل ذلك خاصته ؟ ألم يعطهم كل ما كانوا يملكون ؟ أفلا يكون واجبهم أن يوفوا المقرض ما له ان هو طلبه ؟ CCA 310.2
لم تكن من حاجة إلى الحث, فالشعب أتوا حتى بأكثر مما كان لازما. وقيل لهم أن يكفوا, لأن ما قدم زاد عن الحاجة. ومرة أخرى, في بناء الهيكل, استجاب الشعب للنداء بحماسة, ولم يعطوا بتردد, بل فرحوا في رجاء اقامة بناء لعبادة الله, وتجاوز ما تبرعوا به لهذه الغاية ما كان مطلوبا. CCA 311.1
فهل يسع المسيحيين الذين يفاخرون بنور أعظم مما كان للعبرانيين أن يعطوا أقل مما أعطى أولئك ؟ هل يسع المسيحيين الذين بلغوا نهاية الوقت أن يكتفوا بتقدماتهم التي لا تصل إلى نصف ما كانت عليه تقدمات اليهود ؟ CCA 311.2
لقد أناط الله اشعاع نور الحق بالجهود الطوعية يبذلها أولئك الذين كانوا شركاء في الهبات السماوية. قليلون, نسبيا, هم الذين يدعون للسفر كخدام ومرسلين, ولكن على جماهير الناس أن تساعد بأموالها على نشر الحق. CCA 311.3
رب قائل : حسنا, الدعوات متتالية لنعطي في سبيل العمل. لقد أياني العطاء. هل أعياك فعلا ؟ إذا دعاني اسأل : هل أياك الأخذ من يد الله الكريمة ؟ ليس لك أن تتحلل من تعهدك بأن ترد له نصيبه الذي يطالبك به حتى يمنع هو بركاته عنك. انه يباركك حتى يكون بمقدورك أن تبارك الآخرين. حين يعييك الأخذ يمكنك إذ ذاك ان تقول : لقد اعيتني هذه الدعوات الكثيرة إلى البذل. ان الله يحتفظ لنفسه بنصيب من كل ما نتسلمه, وحين يرد له هذا النصيب, فهو يبارك ما بقى. ولكن ان أمسك عليه ما له فالحصة الباقية كلها تطالها اللعنة ان آجلا أو عاجلا. مطلب الله هو الأول, وكل ما عداه ثانوي. CCA 311.4