ينصح للكنيسة
الوكالة
الوكالة
روح السخاء هي روح السماء, إذ على الصليب تجلت محبة المسيح القائمة على التضحية بالنفس, الذي أجل خلاص الإنسان أعطى كل ما كان له, وأخيرا بذل نفسه. وصليبه يستنهض الجود الذي في كل تابع للمخلص المبارك. والمبدأ الممثل في الصليب هو البذل المتواصل الذي, ان سار عليه المرء في سخاء فعلي وأعمال صالحة هو الثمرة الحقيقية للحياة المسيحية, أما مبدأ الدنيويين فيقوم على الأخذ المتواصل, متوقعين بذلك أن يحصلوا على السعادة, ولن السير على هذا المبدأ بكل أوضاعه يثمر بؤسا وموتا. CCA 308.1
إن نور الإنجيل المشرق من صليب المسيح ينتهر الأنانية, ويشجع على السخاء والجود. فينبغي ألا يعتبر ازدياد الدعوات للبذل أمر محزنا. ان الله, في هنايته, يدعو شعبه من دائرة أعمالهم المحدودة لنخرطوا في مساع أوسع. وفي هذا الوقت, إذ تغطي الظلمة الأدبية العالم, تدعو الحاجة إلى بذل جهود غير محدودة. كثيرون من شعب الله معرضون الآن لخطر الوقوع في شرك محبة العالم والطمع. فينغي لهم أن يفهموا أن رحمة الله هي التي تضاعف عدد الدعوات للبذل من أموالهم. عليهم أن يضعوا نصب أعينهم الأغراض التي تستدعي ممارسة سخائهم, وإلا قصروا عن التشبه بصفات المثال الأعظم. CCA 308.2
إن المسيح إذ أمر تلاميذه قائلا : ” اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها “ انما أسند إليهم مهمة نشر معرفة نعمته. ولكن بينما يخرج البعض للكرازة يدعو الله آخرين ليقدموا ما يطالبهم به من تقدمات لتدعيم عمله على الأرض. لقد وضع بين أيدي البشر أموالا, حتى توزع هباته الإلهية بوسائل بشرية, قياما بالعمل المعين لنا لخلاص اخوتنا البشر. تلك احدى طرق الله لإعلاء شأن الإنسان, انه العمل نفسه الذي يحتاج إليه الإنسان, لأنه يوقظ أعمق عواطف قلبه, ويدعوه إلى استعمال أسمى قواه العقلية. CCA 309.1
والسخاء إذا وجه التوجيه الصحيح جذب قوى الإنسان العقلية والروحية ودفعها للعمل السليم بأسمى مراتبه في فعل الخير للمحتاجين ومعاضدة عمل الله. CCA 309.2
كل فرصة لمساعدة أخ محتاج, أو تأييد عمل الله في نشر الحق هي لؤلؤة يمكنك ارسالها أمامك وايداعها مصرف السماء للحفظ. CCA 309.3
إن الأموال التي أنعم الله على الناس بها هي الوسيلة الوحيدة المعينة منه تعالى لإمتداد عمله. يشرق بشمسه عليهم ويرسل لهم الأمطار جاعلا النبات يزهو, ويهبهم الصحة والمقدرة على اصطناع الثروة. من يده الكريم كل خيراتنا, وهو يريد أن يظهر الرجال والنساء, بدورهم, اقرارهم بفضله عن طريق ردهم له نصيبه في العشور والتقدمات, كما أتى شعب الله قديما بقرابين شكر ونوافل وذبائح اثم. CCA 309.4