ينصح للكنيسة
تخفيف عبء الأم
من الأخطاء الشائعة أن لا تغير المرأة الحامل مجرى حياتها. في هذه الفترة الهامة ينبغي التخفيف من عمل الآم, إذ هناك تغييرات كبرى آخذة مجراها في جسمها. هنا تدعوا الحاجة إلى زيادة في كمية الدم, مما يستدعي زيادة في أجود أنواع الأطعمة المغذية لتحويلة إلى دم, فما لم يتوافر لها الطعام المغذي فهي عاجزة عن الإحتفاظ بقوتها, فيحرم أطفالها من الحيوية. CCA 265.1
ملبسها أيضا يتطلب منها عناية, إذ ينبغي لها أن تهتم بجسمها لتقيه من البرد, وإلا تستدرج حيويتها إلى ظاهر الجسم, دون ما داع, لتستعيض بها عما يلزم من اللباس. وإذا حرمت الأم الوفيرة من الطعام النافع المغذي ضعف دمها, في كميته وجوهره, وأخلت دورتها الدموية, ولحقت بجنينها هذه الأضرار نفسها, ويغدو نسلها عاجزا عن الإستفادة من الطعام المغذي تتوقف, إلى حد بعيد, صحة الأم والطفل كليهما. CCA 265.2
الغذاء الطبيعي هو أفضل غذاء للرضيع, وينبغي إلا يحرم منه, دون ما داع. وإن محاولة الأم إعفاء نفسها من وظيفتها الحانية في إرضاع صغيرها, طلبا للراحة والمتعة الإجتماعية, لهي عمل خال من الشعور. CCA 266.1
إن فترة الإرضاع هي فترة حرجة, وهناك أمهات كثيرات يبهظن بالعمل في فترة الإرضاع, ويرفعن درجة حرارة دمهن في الطهو, مما يؤثر تأثيرا خطيرا في الرضيع, ليس بسبب الغذاء المحموم الذي يتناوله من حليب الأم فقط, بل أن دمه يتسمم بطعام الأم غير الصحي الذي أحم جسمها كله, وبذلك أثر في طعام الرضيع. والرضيع يتأثر أيضا بحالة أمه العقلية, فإن كانت غير سعيدة, وسريعة الإهتياج وحادة الطبع, وتطلق العنان للغضب, يصبح ما يتناوله رضيعها منها من غذاء, مهيجا يحدث فيه مغصا وتقلصات عضلية, وفي بعض الحالات تشنجات ونوبات. CCA 266.2
وإن صفات الطفل هي أيضا تتأثر, إلى حد ما, بنوع التغذية التي يحصل عليها من الأم, فكم هو مهم, والحالة هذه, إن تكون الأم أثناء إرضاع الطفل, في حالة عقلية فرحة, ومالكة روحها تماما. فإن هي فعلت ذلك سلم طعام الطفل من العطب, كما أن ما تنتهجه الأم من الإنضباط في معاملة طفلها له أثر بعيد في صوغ عقله. فإن كان عصبي المزاج سريع التهيج استطاعت الأم بطبعها اللطيف اللين ان تهدئه وتصلحه, فتتحسن صحته تحسنا كبيرا. CCA 266.3
الأطفال وديعة ثمينة مسلمة لوالديهم, وسيأتي يوم فيه يطلبها الله منهم. ينبغي أن نخصص لتعليمهم المزيد من الوقت والإهتمام والصلاة. فهم محتاجون إلى الإستزادة من التعليم الصحيح. CCA 267.1
إن مرض الأطفال يمكن تتبعه, في حالات كثيرة, إلى أخطاء في معاملته. وربما كان سببه عدم النظام في الأكل, ونقص في الملبس في الأمسية الباردة, وعدم ممارسة التمرينات البدنية المنشطة التي تتيح للدم الإنطلاق في سريانه, وقلة ما يستنشق من الهواء لتنقية الدم. فليجد الوادلدون ليقفوا على أسباب المرض, ثم يصلحوا الأوضاع الخاطئة بأقصى ما يمكنهم من سرعة. CCA 267.2
الأطفال عامة يدرجون من المهد على عادة اشباع الشاهية, ويتعلمون انهم يعيشون ليأكلوا. ان للأم أثرها الكبير في تكوين صفات أولادها في طفولتهم. بإمكانها ان تعلمهم ضبط شهوتهم للطعام, أو الإنهماك فيها حتى يصبحوا تهيمن. أحيانا كثيرة ترتب الأم أمرها على أن تنجز قدرا معينا من العمل في يومها, فإن ازعاجها الأطفال فهي لا تمنحهم بعض وقتها لتسري عنهم, مزيلة مكداتهم الزهيدة, ولكنها, بدلا من ذلك, تسكتهم بإعطائهم بعض ما يأكلون, وهو علاج مؤقت لا يلبث ان يزول مفعوله, بل إنه يزيد الحالة سوءا, ذلك ان معد الأطفال قد اكتظت بالطعام دون ان تكون بهم أقل حاجة إليه, ولم يكن يتطلب الأمر سوى القليل من وقت الأم والتفاتها, ولكنها اعتبرت وقتها أثمن جدا من أن تكرسه لتسلية أطفالها. ربما كان ترتيب بيتها بذوق حسن ليمتدحه الزائرون, وطهو طعامها على النمط الحديث هما أسمى في اعتبارها, من سعادة أطفالها وصحتهم. CCA 267.3
ينبغي أن يراعي في إعداد ثياب الطفل ما يلائمه ويريحه ويحفظ صحته, لا الزي ” الموضة ” أو الرغبة في إنتزاع إعجاب الآخرين. ينبغي ألا تنفق الأم وقتا في أشغال التطريز والزخرف في سبيل أن تجعل الملابس الصغيرة جميلة, مبهظة بذلك نفسها بأعمال غير ضرورية على حساب صحتها وصحة طفلها. وينبغي ألا تنصرف إلى الخياطة مما يرهق, بشكل عنيف, عينيها وأعصابها بوقت تحتاج فيه إلى الكثير من الراحة والرياضة الممتعة. وينبغي لها أن تدرك ما يجب عليها من تعزيز قوتها حتى يمكنها الإستجابة لما يواجهها من متطلبات. CCA 268.1