ينصح للكنيسة
سلوك الأم قبل الولادة
ينبغي لكل زوجة توشك أن تصبح أما, أيا تكن ظروفها, أن تتحلى على الدوام بخلص سعيد سمح رضي, عالمة أنها ستكافأ عن كل جهودها في هذا السبيل عشرة أضعاف, وذلك في مزايا أولادها الجسمية والروحية. وليس ذلك فقط, بل تستطيع أن تعود نفسها التفكير المبهج, فتحصل بذلك على مزاج عقلي رضي, وتعكس سعادة روحها هذه على أسرتها والذين يحتكون بها, فتتحسن صحتها الجسيمة إلى حد بعيد, وتهب نسلها قوة, إذ أن دمها لا يسري متباطئا كما كان مقدرا له لو أنها استسلمت لليأس والكآبة. أن مرحها قد عافى صحتها العقلية وشدد قوتها الروحية. إن قوة الإرادة بإستطاعتها مقاومة انطباعات العقل, وهي عامل كبير في تهدئة الأعصاب. CCA 262.2
إن الأطفال المسلوبي الحيوية التي ينبغي أن يرثوها عن والديهم يجب أن يحظوا بالعناية القصوى. فبالمراعاة المدققة لسنن كيانهم ينشأ وضع للأمور أفضل. CCA 263.1
ينبغي لمن تتوقع أن تصبح أما أن تحفظ نفسها في محبة الله. ينبغي أن يكون لها السلام العقلي, وأن تستكن في محبة يسوع, وتعمل بكلامه, وتذكر أن الأم في عاملة مع الله. CCA 263.2
على الزوج والزوجة أن يتعاونا. أي عالم كان سيكون لنا لو كرست جميع الأمهات نفوسهن على مذبح الله وقدسن أولادهن لله قبل ولادتهم وبعدها. CCA 263.3
كثيرون من الوالدين يعتبرون نتائج التأثيرات تعتري جسم الأم قبل الولادة أمرا تافها, ولكن الله يعتبرها مهمة, فالرسالة التي حملها أحد ملائكة الله, وسلمت مرتين بشكل أشد ما يكون مهابة ظهر أن هذا الأمر جدير بأعظم الإهتمام. CCA 263.4
يخاطب الله كل الأمهات في جميع العصور بنفس ما كلم به الأم العبرانية ( زوجة منوح ), إذ قال الملاك : ” فلتحتفظ ... من كل ما أوصيتها “ لأن لعادات الأم تأثيرها في صحة الطفل. فعليها, لذلك, أن تضبط شاهيتها وتقمع انفعالاتها, وان تنبذ بعض الأمور وتقاوم أمورا أخرى لكي تحقق قصد الله في تنعامه عليها بعطية الأولاد. CCA 263.5
العالم مليء بالإشراك لإقتناص الشبيبة. وجماهير الناس ينجذبون إلى حياة التمتع الأناني الشهواني, ولا يقدرون أن يروا الأخطار الكامنة, أو العاقبة المخيفة لمسلكهم الذي يبدو لهم أنه طريق السعادة. فعن طريق إنغماسهم في إشباع الشاهية والشهوة يبددون طاقتهم, فيهلك الملايين منهم في هذا العالم والعالم الآتي. ينبغي للوالدين أن يذكروا أنه لا بد لأولادهم من أن يقاوموا هذه التجارب فيبدأوا, حتى قبل ولادة الطفل, بالإستعداد اللازم لتمكينه من خوض معركة ناجحة ضد الشر. CCA 264.1
وإذا كانت الأم منهمكة في ملذاتها قبل الولادة, وإذا كانت جزوعة ومتحكمة أنانية فستظهر هذه الصفات في أخلاق طفلها. هكذا تشَّرب كثيرون من الأطفال, وراثيا, ميولا شريرة يكاد يكون التغلب عليها مستحيلا. CCA 264.2
غير أنه إذا كانت المرأة أمينة للمباديء القويمة بعزم صادق, وإذا كانت معتدلة ومنكرة لذاتها ولطيفة ورقيقة مضحية فبإمكانها أن تورث طفلها هذه الصفات الخلقية نفسها. CCA 264.3
الأطفال الرضع مرآة ترى فيها الأم, منعكسة, عادتها عاداتها وتصرفها, فكم يجدر بها إذاً ان تنتبه لما تفوه به من كلمات ما تأتيه من تصرفات أمام هؤلاء المقلدين الصغار, عليها أن تمارس في نفسها ما ترغب في أن تراه في أولادها من الصفات الخلقية. CCA 264.4