ينصح للكنيسة

14/303

محور تأملنا

يثبت كثيرون أنظارهم على الشر الفظيع الموجود حولهم وعلى الإرتداد والضعف في كل جهة, ويتحدثون بهذه الأمور إلى أن تمتليء قلوبهم حزنا وشكا. أنهم يجعلون لأعمال المضل الأكبر, المقام الأرفع في تفكيرهم, ويطيلون التأمل في نواحي الفشل في اختبارهم, بينما يبدو أنهم يفقدون أثر قوة الآب السماوي ومحبته الفريدة. هذا ما يريده الشيطان عينا. من الخطأ أن نتصور عدو البر في هيئة قوى جبارة بينما نتأمل قليلا بمحبة الله وقوته. يجب أن نتحدث عن قوة المسيح, إننا عاجزون كليا عن تخليص أنفسنا من قبضة إبليس. فالله هيأ طريقا للنجاة. إن ابن العلي عنده القوة ليحارب من أجلنا ولذلك ” يعظم انتصارنا بالذي أحبنا “ CCA 35.2

إن تأملنا الدائم بضعفاتنا وسقطاتنا وتحسرنا على قوة الشيطان لا يقوينا روحيا, يجب أن تثبت هذه الحقيقة العظمى مبدأ حيا في قلوبنا وعقولنا — التي هي فعالية الذبيحة المقدمة لأجلنا, لأي أن الله قادر أن يخلص إلى التمام وهو يفعل ذلك لجميع الذين يأتون إليه ممتثلين للشروك المحددة في كلمته, فواجبنا أن نضم إرادتنا إلى إرادة الله, ثم بواسطة دم الكفارة نصير شركاء الطبيعة الإلهية, نحن أولاد الله بالمسيح ولنا التأكيد أن الله يحبنا كما أحب ابنه. نحن متحدون مع يسوع, نسير حيث يقودنا, أنه يستطيع أن يزيل الأخلية التي يضعها الشيطان في طريقنا, وبدلا من الظلمة واليأس تشرق أشعة نور مجد في قلوبنا. CCA 36.1

إخوتى واخواتي أننا بالنظر نتغير, لأننا بتأملنا في محبة الله ومخلصنا, وبتفكرنا في كمال الصفات الإلهية, وبمطالتنا ببر المسيح على أنه لنا بالإيمان, نتغير إلى شبه صورته. اذا فلنمتنع عن تجميع كل التصورات القبيحة — الخطايا والفساد والفشل ودلائل قوة الشيطان — لتعلن على صفحات اذهاننا فنتحدث عنها ونحزن عليها حتى تمتليء قلوبنا يأسا. لأن النفس اليائسة هي جرم مظلم لا يفشل في الحصول على نور الله فحسب بل يمنع وصوله إلى غيره. إن الشيطان يفرح برؤيته نتائج مشاهد انتصاراته جاعلة الناس عديمي إيمان ويائسين. CCA 36.2