الصبا و الشباب

129/512

الإستعداد لمجيء المسيح

رأيت أن الله يبغض الكبرياء، و أن كل المستكبرين و فاعلي الشر سيعاقبون، و سيحرقهم اليوم الآتي. رأيت أن رسالة الملاك الثالث يجب أن تعمل عمل الخميرة في قلوب الذين يجاهرون بالإيمان بها، و تطهرهم مما فيهم من كبرياء و أنانية و طمع و حب للعالم. SM 130.2

إن يسوع لآتٍ، فهل سيجد عند مجيئه شعباً مشاكلين للعالم؟ و هل سيعترف بهم أنهم شعبه الذين كهرهم لنفسه؟ كلا، كلا، أنه لن يعترف إلا بالأنقياء، و المقدسين، الذين تطهروا بالآلام و حفظوا أنفسهم من مشاكلة أهل العالم و من التدنس بخطاياهم. هؤلاء هم الذين يتخذهم له خاصة. SM 131.1

إذا أدركت الحقيقة المرعبة أن شعب الله يشاكلون أهل العالم، و لم يكن من فارق سوى الاسم بين كثيرين من المدعوين تلاميذ يسوع الوديع و المتواضع الروح و بين غير المؤمنين، غرقت نفسي في حزن عميق. رأيت أن يسوع قد جرح و عرّض للعار العلني. و إذ نظر الملاك، كما في حزن، ورأى أن شعب الله يحبون العالم و يقتبسون روح العالم و يتبعون أزياءه، قال: “اعتزلوا! اعتزلوا! اعتزلوا! لئلا يجعل نصيبكم مع المرائين و الأثمة خارج المدينة. إن ما تدعونه من إيمان لن يزيدكم إلا شدة في الكرب، و سيكون عقابكم أفظع، لأنكم عرفتم مشيئة الله و لم تعملوا بها”. SM 131.2

إن الذين يدعون الإيمان برسالة الملاك الثالث غالباً ما يجلبون الضرر على عمل الله بما يأتونه من طيش و مزاح و عبث. لقد أظهر لي أن هذا الشر موجود في كل صفوفنا. رأيت أنه ينبغي أن نتضع أمام الرب، و أن على شعب الله أن يمزقوا قلوبهم لا ثيابهم. نادراً ما نرى فيهم بساطة شبيهة ببساطة الأطفال، و أن رضا الناس عنهم يهمهم أكثر ما يمهم سخط الله عليهم. SM 131.3

قال الملاك: “اصلحوا قلوبكم لئلا يفتقدكم الرب بأحكامه فينقطع خيط حياتكم الواهي، و حينئذ تنزلون إلى القبر غير مصونين و غير مستعدين ليوم الدينونة. أو إذا لم تهبطوا إلى القبر فما لو تعملوا صلحاً مع الله، و تنتزعوا أنفسكم من العالم، فإن قلوبكم ستزداد قساوة، و ستستندون على دعامة زائفة مصطنعة، على استعداد مزعوم، و ستكتشفون غلطتكم بعد فوات الآوان، حين لا يرجى لكم خلاص” — (1 ه : 127 — 134). SM 131.4