الصبا و الشباب

302/512

كتاب الكتب

إن طبيعة الإختبار الديني للفرد يكشف عنها نوع الكتب التي يختارها لملء لحظات فراغه بمطالعتها. فلكي يكون للشبيبة اتزان العقل و رسوخ المبدأ الديني عليهم أن يحيوا في شركة مع الله عن طريق كلمته، لأن كلمته، إذ تظهر طريق خلاص المسيح، ترشدنا إلى حياة أرفع و أفضل. فهي تشتمل على أمتع و أنفسع ما كتب من تواريخ و سير، و الذين لم يفسدوا مخيلاتهم بقراءة القصص الوهمية يجدون الكتاب المقدس ألذ الكتب إطلاقاً. SM 285.3

الكتاب المقدس هو كتاب الكتب، فإن أنت أحببت كلمة الله، و فتشتها كلما سنحت لك الفرصة، حتى تمتلك كنوزها الغنية، و تتأهب لكل عمل صالح فكن على يقين من أن يسوع إنما يجذبك لنفسه. أما إذا كنت تقرأ الكتاب المقدس بطريق الصدفة، دون ما سعي منك لفهم ما يريده لك المسيح حتى تمتثل لمطاليبه فهذا غير كاف. إن في كلمة الله كنوزاً لا يمكن اكتشافها إلا بالتعمق في منجم الحق. SM 286.1

الفكر الجسداني يرفض الحق، أما النفس المتجددة فتختبر تغييراً مدهشاً، ذلك أن الكتاب الذي لم تكن فيه قبلاً جاذبية لأنه أعلن مبادئ شهدت ضد الخاطئ، يغدو الآن غذاء النفس و فرح الحياة و تعزيها. على صفحاته المقدسة تشرق شمس البر و منها يتكلم الروح القدس إلى النفس... SM 286.2

ليحول جميع الذين تستهويهم المطالعة السطحية انتباههم الآن إلى الكلمة النبوية التي هي أثبت. تناولوا كتبكم المقدسة، و برغبة مستجدة ابدأوا بدرس محتوياتها المقدسة في العهدين: القديم و الجديد، فعلى قدر ما يزيد تصفحكم للكتاب المقدس واجتهادكم في قراءته يزداد جماله في نظركم، و تقل رغبتكم في مطالعة التوافه. ضموا هذا الكتاب إلى قلوبكم فيكون لكم صديقاً و مرشداً — (ج: 9 تشرين الأول — أكتوبر 1902). SM 286.3