الصبا و الشباب

301/512

أعداء للحياة الروحية

لو أن جانباً كبيراً من الكتب المنشورة أتلف لتوقف وباء هو الآن يعمل عمله المخيف في العقول و القلوب. القصص الغرامية و الروايات المبتذلة المثيرة، و حتى ذلك النوع من الكتب التي يسمونها روايات دينية، و التي يضمّنها مؤلفوها دروساً أدبية هي لعنة على القراء. قد يدخلون في نسيج كتاب كله عواطف دينية، و لكن في أغلب الحالات يكون إبليس مرتدياً ثياب ملاك، مما يجعله أقدر على التضليل و الغواية. ليس أحد على جانب عظيم من رسوخ المبدأ و في حرز حريز من التجربة بحيث يمكنه أن يقرأ هذه القصص و يسلم من أذاها. SM 284.1

يراعي قراء الروايات الخيالية شراً من شأنه أن يقضي على روحيتهم، و يحجب عنهم جمال كلمة الله، و يولد فيهم تهيجاً وبيلاً، و يهيج منهم الخيال، و يعجز عقولهم عن عمل ما هو نافع، و يفطم نفوسهم من الصلاة، و يجردها من التأهل لأي إختبار روحي. SM 284.2

لقد أنعم الله على الكثيرين من شبيبتنا بمؤهلات رفيعة، و لكنهم غالباً ما أوهنوا قواهم و بلبلوا عقولهم و أضعفوها، حتى أنهم لسنين لم يحرزوا أي نمو في النعمة أو معرفة أسباب إيماننا، و ذلك بسبب اختيارهم غير الحكيم لما يطالعون. على الذين يطلبون سرعة مجيء الرب و يتوقعون ذلك التغيير العجيب، حين “هذا الفاسد لا بد أن يلبس عد الفساد” أن يحيوا، في زمن النعمة هذا، حياة أفضل. SM 284.3

أصدقائي الشبيبة الأعزاء، سائلوا أنفسكم بشأن ما لهذه القصص المثيرة من تأثير فيكم: أتقدرون، بعد مطالعة كهذه، أن تتصفحوا الكتاب المقدس، و تقرأوا، بلذو، كلمات الحياة؟ ألستم تجدون أن كتاب الله غير ملذ؟ إن سحر تلك القصة الغرامية قد استحوذ على العقل منكم، فأفسد حكمة السليم، و جعل من المتعذر عليكم أن تركزوا الفكر على مبادئ الحق الجليلة المهيبة المتعلقة بسعادتكم الأبدية. SM 285.1

اهجروا، بعزم ثابت، كل المطالعات التافهة، فهي، فضلاً عن أنها لا تقوي روحيتكم، تدخل إلى العقل ميولاً من شأنها أن تفسد الإدراك فيكم و تحملكم على التقليل من الإفتكار بيسوع و من التأمل في دروسه الثمينة. ابعدوا عن العقل كل ما من شأنه أن يقوده في اتجاه خاطئ. لا تبهظوه بالقصص التافهة التي لا تزوده بشيء من القوة. إن الأفكار لتتسم بنفس طابع الغذاء المقدم للعقل. SM 285.2