الصبا و الشباب
نصنع مستقبلنا
صدق من قال: إن الإنسان يصنع حظه بيده، فلئن كان الوالدون مسؤولين عن ترسيخ الخلق في أولادهم و بناتهم، و تثقيفهم و تدريبهم، فإن لمن المؤكد أيضاً أن مكانتنا في العالم و مبلغ نفعنا يتوقفان إلى درجة كبرى، على سلوكنا نحن في الحياة. SM 252.1
تلقى دانيال و رفقاءؤه، في صغرهم دروس التهذيب و التدريب الصحيحين، و لكن ذلك لم يستطع وحده أن يصل بهم إلى ما قد وصلوا إليه، بل جاءهم الوقت حين وجب عليهم هم أن يعملوا لأنفسهم، إذ كان مستقبلهم مرهوناً بمسلكهم هم في الحياة، و إذ ذاك وطنوا العزم على أن يكونوا أمناء في تطبيق ما سبق فتعلموه من دروس في طفولتهم. لقد كانت مخافة الرب، التي هي رأس الحكمة، هي أساس عظمتهم. SM 252.2
إن تاريخ دانيال و الفتية رفقائه قد سطر على صفحات كتاب الوحي لمنفعة الشبيبة في جميع الأجيال اللاحقة، إذ عن طريق سجل أمانتهم لمبادئ الاعتدال (التعفف) يتكلم الله اليوم إلى الشبان و الفتيات، آمراً إياهم أن يسلكون في نوره الذي أنار سبيل الاعتدال المسيحي و ينسجموا انسجاماً تاماً مع قوانين الصحة. SM 252.3