الصبا و الشباب
تأثير عادات الجسم في العقل
إن الدرس المقدم هنا هو درس نفعل حسنا إن تأملنا فيه ملياً. إن امتثال الإنسان لمطاليب الكتاب بدقة يعود عليه بالخير جسداً و نفساً، لأن ثمر الروح ليس هو محبة و فرحاً و سلاماً فقط، بل أيضاً تعففاً، و قد أمرنا الله في كتابه بألا ندنس أجسادنا، لأنها هياكل للروح القدس. SM 250.3
كان الأسرى العبرانيون أناساً لهم من العواطف مثل ما لنا، و لكن التأثيرات المغرية المغوية في بلاط بابل المتنعم المترف لم تستطع أن تحيد بهم عن سواء السبيل بل ثبتوا لها. كذلك الشبيبة في يومنا تتجاذبهم المغريات للانغماس بالملذات، و لاسيما في مدننا الكبرى حيث كل شكل من أشكال التمتع الحسي الشهواني سهل المنال قوي الإغراء. فالذين يأبون، كما أبى دانيال، أن يتنجسوا، هؤلاء يحصدون ثمار عادات التعفف، إذ أن ما يؤتونه من وفور القوة الجسمية وازدياد القدرة على الاحتمال سيكون لهم رصيداً يرجعون إليه عند الطوارئ. SM 251.1
إن العادات الجسمية الحميدة تساعد على التفوق العقلي، و إن الطاقة الفكرية و القوة الجسمية و طول العمل تتوقف لها على الأخذ بقوانين ثابتة. لأن إله الطبيعة لن يتدخل لحماية الناس من عواقب تعديهم سنن الطبيعة، فعلى كل من يجاهد أن يضبط نفسه في كل شيء. إن ما كان عليه دانيال من صفاء الذهب و نبات القصد و المقدرة على تحصيل المعرفة و مقاومة التجربة كل مرده، لدرجة كبرى، بساطة مأكله، مقترنة بحياة التقوى التي عاشها. SM 251.2