الصبا و الشباب
الاعتدال له مجازاة ثمينة
تمس الحاجة الآن إلى رجال هم نظير دانيال في نشاطه وإقدامه، فالعالم يفتقر اليوم إلى القلوب النقية و الأيدي القوية الجريئة. لقد رتّب الله للإنسان أن يتقدر بإطراد و يرتقي يومياً في سلم الجودة و السمو، و إنه تعالى لفي عوننا ما دمنا في عون أنفسنا، و أن أملنا بالسعادة في الدارين منوط بما نحرزه من تقدم في إحداهما، فعلينا في كل الأحوال، أن نتحرز من اتخاذ الخطوة الأولى نحو عدم الاعتدال. SM 253.1
أعزائي الشبيبة، إن الرب يدعوكم للقيام بعمل أنتم عليه قادرون، بنعة الله. قدموا “أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية”. حافظوا أيها الشبان على ما وهبكم إياه الله من رجولة. و حافظين أيتها الفتيات على ما وهبكن إياه من أنوثة، و ليتجل فيكم ما سبق دانيال فتحلى به من سلامة الذوق و الشاهية و العادات، فلا بد أن يجزيكم الله عن ذلك بأعصاب هادئة و ذهن صاف و حكم سديد و بصيرة نافذة. أجل إن ذوي المبدأ الراسخ و الإرادة الصامدة من شبيبة اليوم سينعم عليهم بصحة الجسم و العقل و النفس جميعاً — (ج: 9 تموز — يوليو 1903). SM 253.2