الصبا و الشباب
شعار النبل
إن دانيال و رفقاءه الثلاثة قد حافظوا، طيلة سنوات التدريب الثلاث، على عفتهم وولائهم و اتكالهم الدائم على الله، و إذ حان الوقت ليمتحن الملك ذكاءهم و يقف على مبلغ تحصيلهم قدموا للامتحان مع آخرين غيرهم من المرشحين لخدمة المملكة، “فلم يوجد بينهم كلهم مثل دانيال و حننيا و ميشائيل و عزريا”. إن سعة إدراكهم و حسن أدائهم و تعبيرهم و غزارة معرفتهم قد شهدت لما كانت تتحلى به عقولهم النشيطة من قوة و ضلاعة، “فوقفوا أمام الملك. و في كل أمر حكمة فهم الذي سألهم عنه الملك وجدهم عشرة أضعاف فوق كل المجوس و السحرة في كل مملكته”. SM 250.1
إن الله يعلي الحق دائماً، لقد جيء إلى بابل بألمع الشبان و أوفرهم ذكاء من جميع البلدان المخصصة للفاتح العظيم و لكن بينهم كلهم لم يكن للأسرى العبرانيين نظير. فالقامة المعتدلة، و الخطوة الثابتة النشطة، و المحيا الأنيس، و الشعور اليقظ و النفس غير الفاسد — هذه كلها كانت شعار النبل و الشرف الذي تكرم به الطبيعة كل من ينسجم مع نواميسها. SM 250.2