مشتهى الأجيال

142/684

التماس أحد النبلاء

وحين وصل إلى قانا وجد جمعا من الناس ملتفين حول يسوع ، فبقلب جزع شق لنفسه طريقا حتى وقف في حضرة المخلص ، فضعف إيمانه وترنح عندما وجد أمامه رجلا بسيط الملبس قد علاه التراب من طول السفر ، وشك في أن هذا الإنسان يستطيع أن يفعل ما قد جاء هو يطلبه ، ومع ذلك ظفر بلقاء خاص مع يسوع فأخبره عن غايته من المجيء وتوسل إلى المخلص في أن يصحبه إلى بيته. ولكن يسوع كان قد عرف سبب حزن ذلك الرجل ، فقبلما غادر ذلك الأب بيته رأى المخلص ضيقته. ML 174.1

وعرف أيضاً أن ذلك الأب قد قرر في نفسه شروطا خاصة لإيمانه بالمسيح. فإذا لم يجبه إلى طلبه فلن يؤمن بأنه هو مسيا . وإذ كان ذلك الضابط ينتظر الجواب وهو معذب النفس قال يسوع: “لاَ تُؤْمنُونَ إِنْ لَم تَروْا آياتٍ وَعجائِب” (يوحنا 4 : 48). ML 174.2

ومع كل البراهين على أن يسوع هو المسيح كان ذلك الأب قد عزم على أن يجعل إيمانه به موقوفا على إجابته إلى طلبه ، فقارن المخلص بين عدم الإيمان والتشكك هذا وإيمان السامريين البسيط الذين لم يسألوه آية ولا معجزة. إن كلمته التي هي البرهان الدائم على ألوهيته كانت مصحوبة بقوة إقناع عظيمة وصلت إلى قلوبهم . تألم المسيح لأن أمته التي كانت قد اؤتمنت على أقواله الإلهية المقدسة قد اخفقت في سماع صوت الله يكلمهم على لسان ابنه. ML 174.3