مشتهى الأجيال
الفصل العشرون— “إن لم تروا آيات وعجائب”
لقد أذاع الجليليون القادمون من عيد الفصح أنباء العجائب التي أجراها يسوع. وإن الحكم الجائر الذي حكم به الرؤساء في أورشليم على أعماله فتح أمامه الطريق إلى الجليل. حزن كثيرون من الشعب بسبب مارأوه من انتهاك قداسة الهيكل وجشع الكهنة وغطرستهم وقد كانوا يؤملون أن هذا الرجل الذي استطاع أن يطرد الرؤساء سيكون هو المخلص الذي انتظروه طويلا ، كما جاءتهم أنباء بدا كأنها تثبت أعز انتظاراتهم المشرقة ، فلقد ذاع خبر مفاده أن هذا النبي أعلن عن نفسه أنه مسيا. ML 173.1
لكن شعب الناصرة لم يكن يؤمن به ، ولهذا السبب لم يذهب يسوع إلى هناك في طريقه إلى قانا. فلقد أعلن المخلص لتلاميذه قائلا إنه ليس لنبي كرامة في وطنه . إن الناس يقدرون الخلق بموجب ما يستطيعون هم أنفسهم أن يقدروه . فالناس المتزمتون والذين يفكرون تفكرا ماديا حكموا على المسيح بالنظر إلى ميلاده ولباسه المتواضعين وكده اليومي ، ولكنهم لم يقدروا طهارة روحه التي لم تلوثها الخطية. ML 173.2
وسرعان ما انتشر نبأ عودة المسيح إلى قانا في كل الجليل وبذلك امتلأت قلوب المرضى والمتضايقين بالآمال المشرقة. وفي كفرناحوم استرعت تلك الأنباء انتباه أحد نبلاء اليهود وكان خادما للملك . كان ابن ذلك الشريف مصابا بمرض بدا أنه لا شفاء منه . وقد يئس منه الأطباء وقالوا إنه مائت لا محالة .ولكن لما سمع ذلك الأب عن يسوع عول على الذهاب إليه طالبا معونته . كان الصبي في حالة انهيار جسمي شديد ، حتى كان يخشى من أنه سيموت قبل عودة أبيه ، ومع ذلك فقد أحس ذلك النبيل أنه ولابد من ذهابه بنفسه إلى يسوع ، وكان يرجو أن توسلاته ستوقظ عطف ذلك الطبيب العظيم. ML 173.3