مشتهى الأجيال

133/684

يعرف أسرار حياتها

وهنا اقتضب يسوع الحديث واتجه به اتجاها جديدا ، فقبلما تحصل هذه النفس على تلك العطية التي كان هو مشتاقا إلى منحها إياها ، عليها أن تتحقق من خطيتها ومن مخلصها. “ قال لها يسوع: اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى ههنا. أجابت المرأة وقالت: ليس لي زوج” (يوحنا 4 : 16 و 17). وهكذا انتظرت المرأة أن ينتهي كل تساؤل في تلك الناحية. ولكن المخلص عاد يقول: “حسناً قلب: ليس لي زوج، لأنه كان لك خمسة أزواج، والذي لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلت بالصدق” (يوحنا 14 : 17، 18). ML 164.1

فارتعدت المرأة وهي تصغي إلى كلامه. إن يدا خفية كانت تقلب صفحات تاريخ حياتها. كاشفة لها ما حاولت هي أن تبقيه إلى الأبد في طي الخفاء . فمن هذا الذي استطاع أن يطلع على سر حياتها؟ خطرت لها أفكار عن الأبدية والدينونة العتيدة ، عندما يستعلن كل ما هو مكتوم ويعرف كل خفي . ففي نور الأبدية استيقظ ضميرها. ML 164.2

لم يمكنها إخفاء شيء ، إلاّ أنها حاولت التهرب من ذكر ذلك الموضوع الذى كانت تنفر منه. فبكل وقار قالت: “يا سيد ، أَرَى أَنَّك نَبِي” (يوحنا 3 : 19). فإذ حاولت أن تسكت التبكيت حولت مجرى الكلام إلى المجادلات الدينية . فإن كان هذا نبيا فلابد أن يكون قادرا على أن يخبرها الخبر الصحيح عن تلك الأمور التي طال الجدال والنزاع فيها. ML 164.3