مشتهى الأجيال

12/684

إخضاع شعب الله قديما

لقد أُخضعوا تحت سلطان مملكة بابل وتشتتوا في كل البلدان الوثنية. ففي ضيقهم جدد كثيرون منهم عهد الولاء لإلههم . وإذ علقوا أعوادهم على شجر الصفصاف وناحوا على هيكلهم المقدس الذي قد هدم ، أشرق بواسطتهم نور الحق وانتشرت معرفة الله بين الأمم .لقد كانت أنظمة الذبائح الوثنية تزييفا للنظام الذي قد أقره الله . وكثيرون من المخلصين ممن كانوا يمارسون الطقوس الوثنية تعلموا من العبرانيين معنى الخدمة التي قد رسمها الله ، وبالإيمان تمسكوا بالوعد بمجيء الفادي ML 26.2

عانى كثيرون من بني السبي الاضطهاد المرير. وكثيرون بذلوا حياتهم ثمنا لرفضهم تدنيس يوم السبت ورفض الاحتفال بالأعياد الوثنية . وإذ ثار عبدة الأوثان ليقضوا على الحق ويس ت أصلوه جعل الرب عبيده يقفون وجها لوجه أمام الملوك والولاة لعلهم يقبلون الحق هم وشعوبهم .ومرارا وتكرارا اضطر أعاظم الملوك أن يشهدوا لعظمة الله الذي كان يعبده أسراهم العبرانيون ML 26.3

كان للسبي البابلي أثره الفعال في تحرير الإسرائيليين من عبادة التماثيل المنحوتة. ومدى العصور التالية قاسوا أهوال الاضطهاد الذي أثاره عليهم أعداؤهم الوثنيون إلى أن رسخ في أذهانهم الاقتناع بأن نجاحهم موقوف على الطاعة لشريعة الله . ولكن أكثرية الشعب لم يكونوا مدفوعين إلى الطاعة بدافع المحبة ، فقد كان الدافع هو الأثرة ، وكانوا يقدمون لله خدمة ظاهرية على اعتبار أنها طريق يؤدي إلى عظمتهم القومية . لم يصبحوا ML 26.4

نورا للعالم ، ولكنهم عزلوا أنفسهم عن العالم تجنبا لإغراءات العبادة الوثنية. وفي التوجيهات التي قُدمت على فم موسى وضع الله لهم شروطا وقيودا خاصة باختلاطهم بعبدة الأوثان . ولكنهم أساءوا فهم هذا التعليم . لقد كان القصد منه الحيلولة بينهم وبين مشاكلة الوثنيين في ممارستهم ، إلاّ أنهم استخدموه في إقامة سور فاصل بين إسرائيل وبين كل الأمم الأخرى ، فنظر اليهود إلى أورشليم على أنها سماؤهم . وفي حسدهم كانوا يوجسون خيفة من أن يظهر الرب الرحمة للأمم ML 27.1

وبعد العودة من السبي البابلي أبدى الشعب اهتماما عظيما بالتعليم الديني. ففي كل أنحاء البلاد أقيمت المجامع التي كان الكهنة والكتبة يعلمون فيها الناموس للشعب ، كما أقيمت المدارس التي ادَّعى العاملون فيها وفي الفنون والعلوم أن مبادئ البر تُدرَّس فيها ولكن هذه المعاهد فسدت وتلك الوسائط فشلت . ففي أثناء سني السبي اعتنق كثيرون من الشعب آراء الوثنيين وعاداتهم . وقد تسللت تلك الآراء والعادات الغريبة إلى الخدمة الدينية . وفي أشياء كثيرة شاكل بنو إسرائيل الوثنيين في أعمالهم ML 27.2