مشتهى الأجيال
عمى بني إسرائيل
لم يكن لشعب اسرائيل عذر عن عماهم وعدم معرفتهم لعمل التجديد. فلقد كتب إشعياء بوحي الروح القدس يقول: “وقد صرنا كلنا كنجس، وكثوب عدة كل أعمال برنا” ، وقد صلى داود قائلاً: “ قلباً نقياً اخلق فيا يا الله، وروحاً مستقيماً جدد في داخلي” ، وقد جاء على لسان حزقيال هذا الوعد: “ وأعطيكم قلباً جديداً، وأجعل روحاً جديدة في داخلكم، وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم، وأجعلكم تسلكون في فرائضي، وتحفظون أحكامي وتعملون بها” (إشعياء 64 : 6 ؛ مزمور 51 : 10 ؛ حزقيال 36 : 26 و 27). ML 151.4
كان نيقوديموس قد قرأ هذه الآيات الكتابية بذهن مظلم. أما الآن فقد بدأ يدرك معناها ، ورأى أن أعظم طاعة صارمة لحرفية الناموس في انطباقه على الحياة الخارجية لا يمكنها أن تؤهل أي إنسان لدخول ملكوت السماوات . لقد كانت حياة نيقوديموس في تقدير الناس حياة بارة مكرمة ، أما في حضرة المسيح فقد كان يحس أن قلبه منجس وحياته غير مقدسة. ML 152.1
كان نيقوديموس يجتذب إلى المسيح. فإذ أوضح المخلص لنيقوديموس ما يختص بالميلاد الثاني تاق إلى أن يحدث هذا التغيير في داخله . ولكن بأية الوسائل يتم هذا التغير؟ لقد أجاب المسيح عن هذا السؤال الذي كان يجول في خاطر نيقوديموس ولكنه لم ينطق به فقال: “وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3 : 14، 15). ML 152.2