مشتهى الأجيال
كشف البر الذاتي
لقد أتى نيقوديموس إلى الرب ظانا أنه سيدخل معه في مساجلة ، ولكن يسوع كشف له عن أساس مبادئ الحق. قال لنيقوديموس: إنك لست بحاجة إلى المعرفة النظرية قدر حاجتك إلى التجديد الروحي . لست بحاجة إلى إشباع حب الاستطلاع بل أنت تحتاج إلى قلب جديد . ينبغي لك أن تقبل حياة جديدة من فوق قبلما تستطيع تقدير الأمور الروحية حق قدرها . فإذا لم يحدث فيك هذا التغيير الذي يصير كل شيء جديدا فإنك لن تنال خيرا ولن تخلص بكونك تتباحث معى عن سلطاني أو رسالتي. ML 148.1
كان نيقوديموس قد سمع كرازة يوحنا المعمدان عن التوبة والمعمودية ، وكيف أنه أرشد الناس إلى ذاك الذي يعمد بالروح القدس.وكان هو نفسه يحس بأن الشعب تعوزهم التقوى، وأنه قد تحكم فيهم التعصب والطموح الدنيوي إلى حد كبير . وكان يرجو أن تتحسن الأحوال بمجيء مسيا . ومع ذلك فإن رسالة المعمدان الفاحصة للقلوب لم تفلح في إقناعه بخطيته . لقد كان فريسيا مدققا وكان يفخر بأعماله الصالحة . كان الجميع يكرمونه بسبب أريحيته وحبه لعمل الخير والسخاء بماله لمساعدة خدمة الهيكل ، فكان يحس بأنه قد ضمن لنفسه رضى الله ، ولذلك أفزعه التفكير في ملكوت أطهر من أن يراه هو في حالته الراهنة. ML 148.2
إن استعارة الولادة الجديدة من فوق التي استعملها يسوع في حديثه لم تكن أمرا غير مألوف بالكلية لدى نيقوديموس. كان المهتدون من الوثنية إلى إيمان إسرائيل يشبهون أحيانا كثيرة بأطفال حديثي الولادة ، ولذلك كان على نيقوديموس أن يدرك أن كلام المسيح ينبغي ألاّ يفهم على حرفيته ، ولكنه بفضل ولادته من نسل إسرائيل كان واثقا من أن له مكانا في ملكوت الله . لم يكن يحس بحاجته إلى أي تغيير ، ولهذا أبدى دهشته من كلام المخلص ، وأهاجه كون ذلك الكلام منطبقا عليه بدقة . إن الكبرياء الفريسية كانت في صراع مع الرغبة الصادقة التي أبداها ذلك الرجل الذي كان يبحث عن الحق . ولقد اندهش من كون المسيح تكلم معه بذلك الكلام دون أي اعتبار لمقامه كمن هو رئيس ومعلم في إسرائيل. ML 148.3