مشتهى الأجيال
معز لطيف
فعادوا إلى الهيكل بتؤدة وتفكير ، والحقد ينهش قلوبهم. ولكن ما أعظم التبدل الذي حدث في غيابهم! فعند هربهم تخلف الفقراء الذين أخذوا يشخصون إلى يسوع الذي ارتسمت على محياه آيات الحب والعطف . وقال لأولئك الناس المرتعبين الملتفين من حوله وعيناه تفيضان بالدموع: لا تخافوا سأنقذكم وأنتم ستمجدونني . فلأجل هذا أتيت إلى العالم. ML 141.1
تزاحم الناس حول المسيح يقدمون إليه توسلاتهم الحارة في ضراعة موجبة للرثاء ، وكل منهم يقول: باركني يا معلم. وقد سمعت أذناه كل صراخهم . وبعطف يفوق عطف الأم الحنون انحنى إلى أولئك الأصاغر المتألمين وقد ظفروا جميعا باهتمامه ، فشفي جميع المرضى منهم ، فانفتحت أفواه الخرس تسبحه ، والعمى أبصروا وجه فاديهم ، وابتهجت قلوب أولئك المتألمين ML 141.2
وإذ أبصر الكهنة ونظار الهيكل هذا العمل العظيم ، فما كان أعظمه إعلانا ذاك الذي طرق مسامعهم عندما سمعوا ما سمعوه! لقد كان الشعب يتحدثون عن قصص الآلام التي عانوها وعن آمالهم التي قد خابت وأيام الألم وليالي الأرق. ولكن عندما انطفأت آخر بارقة من بوارق الأمل شفاهم يسوع. قال أحدهم:لقد كان حملي ثقيلا وجاثما على صدري ولكني وجدت معينا- إنه مسيح الله وسأكرس حياتي لخدمته . وكان الآباء يقولون لأولادهم: لقد أنقذ حياتكم فارفعوا أصواتكم وسبحوه ، فاتحدت أصوات الصغار والشباب والآباء والأمهات والأصدقاء والمشاهدين في الشكر والتسبيح . لقد امتلأت قلوبهم رجاء وحبورا وشمل السلام عقولهم وأفكارهم . لقد شفيت نفوسهم وأجسادهم فعادوا إلى بلادهم وهم يعلنون في كل مكان عن محبة يسوع التي لا مثيل لها. ML 141.3
وعندما صلب المسيح لم يشترك أولئك الذين قد شفاهم مع جماهير الرعاع حين صرخوا ضده قائلين: “ اصلبه! اصلبه! ”، بل كانوا يعطفون على يسوع لأنهم سبقوا فاختبروا عطفه وقوته العجيبة . لقد عرفوه مخلصا لهم لأنه منحهم شفاء لأجسادهم ونفوسهم . لقد سمعوا كرازة الرسل ، وإذ دخلت كلمة الله إلى قلوبهم منحتهم وعيا وإدراكا ، فصاروا عاملين ورسل رحمة لله وآلات لنشر كلمة خلاصه ML 141.4